ستتمحور أشغال القمة ال4 بين إفريقيا و الاتحاد الأوربي أساسا حول تقييم مختلف آليات التعاون بين القارتين و آفاق تطوير هذا التعاون. و أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة سويعات قبل انطلاق أشغال هذه القمة رفيعة المستوى في بروكسل بمشاركة أزيد من 90 وفدا أن "هذه القمة الرابعة ستكون قمة النضج و التقييم و استباق المستقبل". و حسب لعمامرة الذي شارك في الاجتماع الوزاري التحضيري لقد تم "تعزيز الشراكة بين إفريقيا و الاتحاد الأوروبي و توسيع قواعدها منذ القمة الأولى التي عقدت سنة 2000 بالقاهرة" و التي ترأست الجزائر أشغالها مناصفة. و اعتبر الوزير انه حتى و إن كانت هذه القمة ستتمحور حول مسائل السلم و الأمن فان أسباب النزاعات التي تعتبر أساسا ذات طابع اقتصادي و اجتماعي و حتى مرتبط بالحوكمة "يجب أن تعالج من العمق". و أكد في تصريح للصحافة انه "لهذا السبب ينبغي أن يكون التعاون بين إفريقيا و الاتحاد الأوروبي تعاونا شاملا يمس كل جوانب الشراكة الإستراتيجية". كما ألح لعمامرة على ضرورة "إقامة علاقات تفاعلية في المجالات الاقتصادية و السياسية و العسكرية و تلك المتعلقة بالحوكمة و حقوق الإنسان حتى يكون لكل تقدم يحقق انعكاسات ايجابية على الشراكة". و ستسمح هذه القمة التي تعقد تحت شعار " الاستثمار في الأشخاص من أجل الرفاهية و السلم" و التي يمثل الجزائر فيها الوزير الأول بالنيابة يوسف يوسفي بإلقاء "نظرة جديدة" على الشراكة بين القارتين. و بعد حفل الافتتاح الذي سيجري برئاسة كل من رئيس الاتحاد الإفريقي و رئيس المجلس الأوروبي ستتواصل الأشغال في جلسة مغلقة إلى غاية اختتام القمة صباح غد الخميس. و ينتظر أن تتوج قمة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي بالمصادقة على بيان سياسي و كذا وثيقة توضح طرق التعاون بين الاتحاد الأوروبي و إفريقيا بالنسبة للسنوات الثلاث المقبلة في إطار إستراتيجية التعاون المشتركة. كما سيعكف المشاركون في أشغال هذه القمة على دراسة طرق تمويل البرنامج الإفريقي الخاص للفترة 2014-2020 و الذي تم اقتراح تخصيص مبلغ أولي له بقيمة مليار اورو. و يعد هذا البرنامج الإفريقي جزء من أداة الاتحاد الأوروبي لتمويل التنمية و ستسمح المصادقة عليه بتعزيز أدوات تنفيذ الإستراتيجية المشتركة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي المصادق عليها خلال القمة الثانية التي عقدت في لشبونة في ديسمبر 2007. و عقدت اللقاءات رفيعة المستوى بين القادة الأفارقة و الأوروبيين في القاهرة سنة 2000 و لشبونة سنة 2007 و طرابلس سنة 2010.