أعرب المسؤول السامي للتعاون الصناعي و التكنولوجي الفرنسي-الجزائري جان لوي ليفي، يوم الخميس بباريس عن ارتياحه للانطلاق "الفعلية" لتجسيد مشاريع الشراكة الموقع عليها مؤخرا بين الجزائر و فرنسا. و خلال ندوة صحفية حضرها أيضا مختلف المتدخلين في إطار العلاقة الاقتصادية الجزائر-فرنسا، ذكر السيد ليفي أن بداية تحقيق النتائج الأولية " المؤقتة" تكمن في "الإدراك الجيد" لحاجيات و تطلعات محدثيه الجزائريين مؤكدا على توفير مناخ من الثقة "الأصيلة" معهم و هو المناخ الذي لا يمكن بدونه تحقيق اي تقدم جدي عبر الزمن على حد قوله. و لدى أشارته إلى وجود "حركية مكثفة" فقد كشف أيضا وجود في هذه المنطقة شراكة " تعود بالفائدة على الطرفين" متعاملين فرنسيين " مهمين" و كذا الى استعدادهم " الفعلي" . و يرى المتحدث أن تحقيق مشاريع مثالية و ناجعة بين المتعاملين الفرنسيين و الجزائريين يمكن أن يساهم في اقامة " شراكة متميزة" بين البلدين. كما أعرب السيد ليفي عن ارتياحه لتعيين في مارس الماضي من طرف الوزير الجزائري المكلف بالتنمية الصناعية و ترقية الاستثمار رؤساء مشاريع عملا ببروتوكولات الاتفاق الموقع بالجزائر في اطار الندوة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى الاولى من اجل تنفيذ "فعلي" لهذه المشاريع. و بهذه المناسبة ذكر المتحدث بمحاور العمل الثلاثة لمهمته و هي التكوين المهني النوعي لخدمة التنمية الصناعية للجزائر و المنشات القاعدية التكنولوجية و التقنية و الابتكار الاجتماعي الذي له علاقة بالنشاطات الصناعية و الشراكات المنتجة بين مؤسسات البلدين. و بخصوص " النتائج المؤقتة" لانعاش الشراكة الاقتصادية الجزائرية-الفرنسية لاسيما على ضوء الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي الى الجزائر و الاتفاقات الموقع عليه سنة بعد ذلك بين البلدين خلال الندوة الاولى الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى تطرق السيد ليفي أيضا الى انشاء حاليا مدرسة جزائرية عليا لمهن الصناعة و المعهد الوطني للوجستية و مدرسة للاقتصاد الصناعية. آفاق واعدة كما تطرق المسؤول الفرنسي إلى التوقيع في شهر أبريل الفاط على بروتوكول اتفاق بين شركة تسيير مساهمات الدولة للصناعة التحويلية و المعهد الفرنسي للفنون و الحرف يتعلق بانشاء مؤسسة عليا للتكوين في الصناعة التحويلية (المهندسون المعماريون و الإطارات و التقنيين الوسطاء و غيرهم). و أوضح مسؤول العلاقات الدولية بالمعهد الفرنسي للفنون و الحرف لوران بيريز أن هذه العملية التي دعيت إليها مؤسسته لأول مرة ستحقق خلال الثلاثي الثالث من سنة 2014 و يرد من بين المشاريع البارزة لهذه العلاقة الانشاء المقبل للمركز الجزائري للحساب المكثف و الترميز الرقمي بالتعاون مع مجمع بول و المعهد الفرنسي للبحث في الإعلام الآلي و الأوتوماتي و وزارة البحث و التعليم العالي الجزائرية و كذا إطلاق في مارس الفارط أول موقع الكتروني مخصص للمؤسسات المشاركة في التنمية المستديمة و مسؤولية المؤسسات في الجزائر. و بعد أن سجل الآفاق الواعدة للتعاون الجزائري-الفرنسي أشار السيد ليفي أن خمسة مجالات مهيكلة لمستقبل البلدين تعد مصادر محتملة "معتبرة" للشراكات التكنولوجية و الانتاجية ألا و هي الفلاحة و الصناعة الغذائية-مدينة مستديمة و البيئة و الصحة و الرقمية-طاقة و ذلك في إطار حاجيات المجتمع الجزائري و المهارات الفرنسية. و بهذه المناسبة ذكر أطرافا فاعلة فرنسية جديدة مهتمة بهذه العلاقة الجزائرية-الفرنسية من بينها فدرالية الصناعات الميكانيكية و الجمعية من أجل تطوير المبادلات الدولية للمنتوجات و تقنيات الصناعة الغذائية. و تهدف بعثة السيد ليفي المقيمة بالمندوبية الوزارية للمتوسط إلى تحضير و تطبيق تعاون من أجل "شراكة صناعية و انتاجية" بين فرنسا و الجزائر تقوم على نموذج تعاون سيكون بمثابة محرك لمتوسط الغد". و تتكفل المندوبية الوزارية للمتوسط التابعة لمصلحة الوزير الأول بتنشيط و تنسيق الأعمال التي تمت المبادرة بها في إطار سياسة فرنسا الموجهة للضفة الجنوبية للمتوسط. و تقدم كالأداة التي يريد الرئيس هولاند من خلالها ترقية "متوسط المشاريع".