حملت المطربة الجزائرية المتميزة حورية عيشي عشاقها في رحلة ممتعة في كنوز التراث الغنائي الجزائري خلال الحفل الذي أحيته مساء امس الأربعاء بالجزائر العاصمة حيث شنفت أذان الحضور بأجمل ما جاء في ألبومها الجديد "غنايات" الذي كرمت من خلاله الأصوات الغنائية النسائية التي كان لها حضور في الطرب الجزائري . أطلت الفنانة المبدعة على جمهورها في حفل كان مسك اختتام الطبعة الخامسة من مهرجان إبداعات المرأة بثوب ابيض زادته بساطته أناقة ورونقا ودون إشعار حطت رحالها في "وسط الدار" العاصمية مرددة بصوت عذب أحلى ماغنت فضيلة الدزيرية "انا طويري ". و بقدر ما فاجأ هذا التحول من الطبع الشاوية التي يلعب فيها الإيقاع دورا مركزيا القوي الى الحوزي العاصمي برقته و أنغامه الهادئة لكن الفنانة و كما صرحت رفعت التحدي وخاضت هذه المغامرة . و لم تنته مفاجأة الجمهور المكون في غالبيته من العنصر النسوي عند ذلك بل واصلت المطربة الجريئة و العاشقة للتجديد في أعمالها في دغدغت فضول القاعة بالتحول دون تردد إلى اللون القبائلي بإيقاعاته الراقصة وبارتياح كبير رددت و بالقبائلية أغنية للمطربة الراحلة شريفة " مبروك لفرح ". تواصلت هذه الفسحة في جنائن التراث الغنائي الجزائري الثري والمتنوع حيث صالت وجالت المطربة غربا و شرقا و جنوبا و هي تقطف زهرة من كل طبع لتهديها لفنانات مبدعات تركن بصمات بارزة في سجل الأغنية الجزائرية بكل تحدي رغم الظروف الصعبة. فقد غنت حورية التي تجاوبت معها القاعة بالهتاف و الزغاريد للمطربة الكبيرة سلوى التي أشادت بصوتها و بحضورها المتالق اغنية " الله ايدوم فراحكم" وكانت بارعة في أداءها و اندمجت كليا في أسلوب و طريقة اداء سيدة الأغنية العاصمية . كما انتقلت حرية عيشي بعفوية وكأنها طفلة تلهو إلى الغرب الجزائري حيث أدت أغنية "مادري مادري "للشابة فضيلة معبرة عن اعجابها بصوتها الجميلة . بكثير من الحنين ومسحة حزن غنت " الشاش " للمطربة زليخة التي أبدعت في أداء الأغنية الشاوية و الصحراوية "قالت حورية انها تحب كثيرا صوت زليخة و قد تأثرت لما عانته هذه الفنانة الموهوبة التي رحلت في ريعان الشباب . أحضرت أيضا حورية في هذه الجولة عبر الأزمنة و الجغرافيا الفنانة ذات الصوت الشجي عائشة لبقع من خلال أغنيتها الشهيرة " لالة ميمونة ". في بداية الحفل كشفت حورية عيشي عن عشقها و إعجابها الكبير بالصوت و الأداء الدقيق للفنانة الكبيرة مريم فكاي لكنها فضلت ان تؤدي إحدى أغانيها الشهيرة في الطبع الحوزي في الجزء الثاني من الحفل و قالت انها تعبت كثيرا و هي تستمع للفنانة مريم فكاي و تشاهد بعض التسجيلات القديمة لحفلاتها .و حاولت المطربة عند أداء اغنية "القلب لاتسالي " استحضار ألاجواء التي كانت تغني فيها مريم فكاي و استطاعت حقا ان تسيطر على مشاعر الحضور الذين استمعوا لها في سكينة و هدوء . في هذا الألبوم الجديد المختلف عن كل ما قدمته إيقونة الأغنية الشاوية منذ أواسط الثمانينات يستشف الملتقي الجهد الكبير والبحث الذي قامت به الفنانة التي عملت كثيرا على بعث التراث و هي اليوم تكرم ال"غنايات" كما سمتهم اللواتي متعت و اطربت اصواتهن اجيال و كانت صانعات للأفراح وحاضرات فنيا في كل المناسبات . واعتمدت حورية في هذا الحفل على اركسترا جمعت بين الناي و القصبة والبيانو الموندول بقيادة الموسيقار محمد عبد النور "موح الصغير " لهذه الفنانة الاصيلة التي تشربت فنها من جدتها 5 البومات أولها أغاني من لأوراس(1990)وحواء (1993)وخلوة من الذكر الصوفي الجزائري (2001) خيالة الأوراس(2009) و"غنايات " 2014 .