تسعى ولاية وهران لأن تصبح حاضرة متوسطية كبرى ونموذجا في الإقلاع التنموي حسبما أكده اليوم الأحد الوالي السيد عبد الغني زعلان. وفي تصريح ل"وأج" عشية زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال غدا الاثنين إلى وهران أبرز السيد عبد الغني زعلان" بأن طموحا كبيرا يحذو هذه الولاية لتصبح حاضرة من حواضر البحر الأبيض المتوسط وكذا قاطرة ونموذجا بين الولايات لتحقيق الإقلاع الذي يتطلع إليه الجزائريون". وأوضح الوالي أن هذا الطموح تشفع له عدة عوامل أولها جاذبية وهران التي تستقطب عددا كبيرا من المواطنين من طالبي العمل لكونها تحتوي على نسيج صناعي يتشكل من العديد من المؤسسات الاقتصادية في شتى المجالات لا سيما منها الصناعات الغذائية. مؤهلات عديدة لتبوأ مكانة الحاضرة المتوسطية وعدد رئيس المجلس التنفيذي الولائي الكثير من المؤهلات الأخرى لهذه المدينة الساحلية لتبوأ مكانة الحاضرة المتوسطية ومنها إحتوائها على ثلاث جامعات ومدرستين تحضيريتين ومدرسة متعددة التقنيات وطاقات كبيرة في مجال التوسع السياحي علاوة على تراثها التاريخي المتنوع والناجم عن تعاقب عدة حضارات( أتراك وأسبان وحقبة الاستعمار الفرنسي) مما جعل وهران مدينة متفتحة. كما تتوفر الولاية على شبكة من الطرقات الوطنية المربوطة بالطريق السيار شرق-غرب وميناء يعتبر الثاني على المستوى الوطني و25 منطقة نشاط ومنطقتين صناعيتين وبنية تحية هامة لشبكات الكهرباء والغاز. وأفاد بأن الولاية تسعى لبلوغ هدف الحاضرة المتوسطية من خلال تثمين هذه المؤهلات وذلك بتجسيد العديد من المشاريع الكبرى المهيكلة التي استفادت منها في مجالي الاستثمار والبنية التحتية. عدة مشاريع مهيكلة لتثمين المؤهلات وفيما يتعلق بمشاريع تدعيم البنية التحية ذكر الوالي الطريق الرابط بين ميناء وهران والطريق ألاجتنابي الرابع الذي سيسمح بتفادي دخول الشاحنات القادمة من الميناء إلى المدينة إضافة الى الطريق ألاجتنابي الخامس الذي شرع في انجازه والذي سيضفي سيولة على حركة المرور ويفك العزلة على عديد البلديات منها الكرمة وبئر الجير وحسيان طوال. كما استفادت الولاية من مشروع توسيع خط الترامواي من 3ر 18 كلم حاليا إلى 3ر53 كلم وذلك بمد الخط في ثلاثة اتجاهات( المطار الدولي احمد بن بلة والقطب العمراني الجديد" بالقايد" بشرق المدينة والتجمعات السكنية بالمنطقة الغربية لوهران. ومن جهة أخرى سيتم توسيع ميناء وهران من 8 هكتارات حاليا إلى 23 هكتارا وإنجاز مشروع حظيرة للتكنولوجية والتي ستكون مفتوحة أيضا للمستثمرين الخواص. والى جانب ذلك تعززت عاصمة الغرب بقطب جامعي يتسع ل 34 ألف مقعد ومركب رياضي يجري حاليا تجسيده شرق المدينة يتسع ل 40 ألف متفرج ويشمل أيضا ملعب للتدريبات وآخر لألعاب القوى وثلاثة مسابح ومسلك لرياضة الدراجات وفندق لإيواء الرياضيين. و في سياق تدعيم قدرات الولاية عرفت وهران انجاز العديد من الفنادق المصنفة من 4 إلى 5 نجوم حيث أضحى بمقدورها احتضان أي حدث قاري أو دولي -يقول الوالي- الذي لفت إلى إنه يجري حاليا انجاز المئات من المشاريع الفندقية التي ستعزز طاقة الولاية في هذا المجال والتي تبلغ 14 ألف سرير. وبخصوص المشاريع المهيكلة في مجال الاستثمار أشار السيد عبد الغني زعلان إلى محطة تحلية مياه البحر بالمقطع بطاقة 500 ألف متر مكعب يوميا والتي خصص منها 250 ألف متر مكعب لولاية وهران . وأردف قائلا أن هذا الحجم سيمكن الولاية التي تبلغ احتياجاتها اليومية حوالي 300 ألف من الاكتفاء ذاتيا وعدم اللجوء إلى جلب الماء الشروب من ولايات أخرى كما كان يحدث في السابق. وقد حظيت الولاية في مجال الاستثمار بإنجاز مصنع رونو الجزائر لتركيب السيارات بمنطقة وادي تليلات الذي يعمل به عمال جزائريون من مهندسون وتقنيون تلقوا تكوينا ويشرفون على عملية الإنتاج. وإعتبر الوالي أن لهذا المصنع "تأثير ايجابي حيث سيعزز مكانة وهران كمدينة صناعية وسياحية ويمثل تجسيدا واضحا لنقل التكنولوجية" علاوة على وجود شبكة من المناولين الجزائريين تتعامل معه في إطار الشراكة. مجهودات متواصلة لتحسين الظروف المعيشية للساكنة ومن ناحية أخرى وفي خضم هذه الديناميكية التنموية الواعدة لتحقيق مبتغى الحاضرة المتوسطية العصرية يعمل مسؤولو الولاية أيضا على معالجة العديد من المشاكل التي لها علاقة بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين. وفي هذا الإطار ثمن الوالي الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للقضاء على البيوت القصديرية والهشة بعدة مواقع من مدينة وهران منها "سكاليرا" و"باب الحمراء" و"بلانتير" وإعادة إسكان قاطنيها وكذلك الأمر بالنسبة لقاطني العمارات القديمة التي تعرف هشاشة متقدمة حيث تم فقط في الأشهر القليلة الماضية التكفل بأكثر من ألفين عائلة من ساكني هذه العمارات. كما تم تخصيص 8 مليار دج كشطر أول لإعادة تأهيل العمارات القديمة القابلة للترميم باعتبارها إرث يجب المحافظة عليه -يضيف رئيس المجلس التنفيذي الولائي- الذي أفاد بأنه تقرر هدم عمارات " الطليان " بحي الصديقية لما تمثله من خطر على 800عائلة قاطنة بها وإعادة إسكانها بموقع غير بعيد عنها . وبالتوازي مع ذلك إنطلقت عمليات واسعة للتحسين الحضري مست عدة تحصيصات سكنية تعود لأكثر من عشريتين بمناطق مختلفة من الولاية ليتم إدماجها ضمن النسيج الحضري لوهران الكبرى حيث يجري فقط على مستوى مناطق بلديات وهران والسانية وبئر الجير تعبيد حوالي 300 كلم من الطرقات. ودائما في مجال السكن الذي يمثل أحد اكبر اهتمامات السلطات العمومية أبرز ذات المسؤول بأن وهران استفادت برسم المخطط الخماسي 2010-2014 من برنامج يفوق 108 ألف وحدة سكنية في مختلف الصيغ 55 ألف وحدة منها بصيغة الاجتماعي ألإيجاري. ومن جانب آخر يجرى حاليا التحضير للانطلاق مع بداية الخماسي المقبل في إنجاز مدينة جديدة بمنطقة مسرغين غرب وهران حيث تم اختيار الأرضية المخصصة لها وسيتم عن قريب تسجيل عملية لجلب الشبكات الأولية للكهرباء والغاز والماء الشروب وتصريف المياه المستعملة. وسيراعى في إنجاز هذا القطب الحضري الجديد النمط المعماري "الجيد" وتوفر مختلف الفضاءات والمرافق حتى يكون جذابا ويساهم في فك الاختناق عن مدينة وهران يضيف والي الولاية.