وهران - تطمح وهران إلى مكانة في مستوى سمعتها كعاصمة غرب الوطن. فعلاوة على عمليات ترميم البناءات القديمة وإعادة الإعتبار للمعالم التاريخية إنطلقت العديد من المشاريع وبرمجت أخرى للإرتقاء بعاصمة غرب البلاد إلى مصاف الحواضر الكبيرة بحوض البحر الأبيض المتوسط. وقال مدير البرامج والمتابعة المالية محمد الصغير أنه سيتم قريبا عرض مشروع عصرنة وهران الذي نوقش خلال إجتماع على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية على لجنة متعددة الوزارات. ويتعلق الأمر بإنشاء مدينة جديدة ستدعم ب"حظيرة راقية" على مستوى "ضاية مرسلي" المتربعة على أكثر من 300 هكتار وكذا حظيرة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال وميناء جديد للصيد البحري بمرسى الحجاج ومحطة متعددة الخدمات ببلدة "سيدي معروف" و "دار الأوبرا" ذات طاقة إستيعاب 2.500 مقعد ومنتجع وتهيئة منطقة "لاكالير" بحي سيدي الهواري العتيق إضافة إلى تجهيزات سياحية فاخرة. وتتطلب هذه المشاريع ذات بعد دولي عملية "لامركزية" تسمح بتصور هيكل حكامة مناسب معزز وتأهيل إداري وإعادة تنظيم الهياكل وتكوين إطارات تقنية وإدارية بالولاية كما ذكر عزيز بلختير باحث في مخبر حول المخاطر الصناعية والبيئية والتكنولوجية بجامعة وهران الذي قدم مؤخرا مناقشة بشأن المشروع المستقبلي لمتروبولية وهران. وهران في خضم التجديد تشهد وهران تغييرا على خلفية تكثيف المناطق السكنية أين تسود تجمعات تمتد إلى أعماق الولاية. ففي الشرق تتزايد المناطق السكنية بكثرة وبالجنوب الشرقي توجد "أحياء مراقد" تفتقد لمرافق وتحتاج إلى إعادة هيكلة حقيقية. وغربا تسجل عراقيل أخرى تحول دون تطور هذه الجهة خصوصا بالأحياء القصديرية التي إنتشرت بجبل مرجاجو. وبالجنوب الغربي تقبع "السبخة" كجرح. وأما النسيج الحضري فإنه متفكك ويحتاج إلى إنسجام عمراني. و تبدي بلديات "بئر الجير" و "السانية" و "سيدي الشحمي" العديد من العيوب في غياب تماسك حضري. وهكذا فتمة تحدي كبير يجب رفعه في مجال التجديد الحضري وتنظيم الفضاء وإنشاء مدن وأحياء إيكولوجية مع إنشاء أقطاب إمتياز كما أشار إلى ذلك في مناسبات عديدة والي وهران عبد المالك بوضياف معربا عن أسفه للتأخر الكبير الواجب تداركه من حيث التنظيم الفضائي وإنجاز مرافق جوارية. وللإرتقاء ب "الباهية" إلى مصاف حاضرة متوسطية يتعين تشييد مناطق سكنية مخالفة للتي أنجزت حتى الآن كما أضاف والي الولاية ملحا على أنه يجب أن ترافق إنشاء المراكز الحضرية مجموعة من التجهيزات و المنشآت الخدماتية. ويذكر أن الإنطلاق في مشروع المدينة العصرية يتطلب إعداد خطة عمل ترتكز على أولويات تتمثل خاصة في النهوض بالمشاريع المهيكلة المسجلة والتي لم تنطلق بعد وبعث النشاط الإقتصادي وإعداد مخطط عصرنة. مشاريع في مستوى التحديات وقد تم تسجيل في المجموع 700 مشروع لتحسين الظروف المعيشية وإطار الحياة (التطهير و التزويد بالمياه الصالحة للشرب والطرق والربط بشبكة الغاز الطبيعي ودعم الوسائل المادية للبلديات وإعادة تأهيل مرافق الخدمة العمومية) تلبية لتطلعات السكان. وتضاف هذه العمليات إلى العمليات الأخرى لإعادة تأهيل المدينة مثل الإنارة العمومية والتكفل بالنفايات المنزلية وصيانة المساحات الخضراء. هذا وتعكس بعض المؤشرات التي تقدمها المديريات التنفيذية الجهود المبذولة لتحسين الوضع حيث بلغت نسبة الربط في مجال التزويد بالمياه الصالحة للشرب نسبة 87 بالمائة في أواخر عام 2010 مما خول للولاية إحتلال المرتبة ال 23 على المستوى الوطني حيث تقدر الحصة اليومية لكل مواطن ب 220 لتر. وقد بلغت نسبة التوصيل بشبكة الكهرباء خلال هذه السنة 79 بالمائة والغاز الطبيعي 67 بالمائة في حين احتلت الولاية المرتبة ال 13 في مجال التطهير في أواخر 2010 على المستوى الوطني بنسبة ربط بشبكات التطهير بلغت 86 بالمائة. وترتكز عصرنة وهران أيضا على العديد من المشاريع الهيكلية الأخرى المسجلة ضمن مخططاتها حيث يتعلق الأمر بإنجاز شارع الضاحية ال 5 الرابط بين ميناء وهران والطريق السيار شرق-غرب على طول 25 كيلومتر والجسر الذي يربط بين وسط المدينة و الطريق الجديد للطنف والطريق الساحلي للطنف الشرقي على طول 25 كيلومتر (أرزيو-كريشتل-وهران) والإنتهاء من إنجاز خط السكة الحديدية وهران-أرزيو ومشروع "ترامواي وهران" و مشروع المحطة المتعددة الخدمات ببلدة "سيدي معروف". و برمجت أيضا مشاريع أخرى منها مشروع المحطة الجديدة لمطار السانية و مشروع إنجاز حظيرة لتوقف السيارات من ثلاثة طوابق بمدينة وهران و إعادة تفعيل برامج أخرى للتنمية. وتلوح ضمن الأفاق الإقتصادية المحلية بوادر لإنعاش الإستثمار في مرحلة ما بعد التطهير العقاري والتسهيلات الممنوحة للمقاولين حيث من المتوقع تجسيد ما لا يقل عن 14 مشروع إستثمار سياحي بإمتياز مثل المنشآت الفندقية من الطراز العالمي (5 نجوم و أكثر) خلال المخطط الخماسي الجاري من مجموع 150 مشروع مقترح بمختلف القطاعات الاقتصادية. وسيساهم تجسيد هذه المشاريع في تعزيز مكانة وهران كعاصمة لغرب الوطن وجعل منها مفترق طرق لا مناص منه بحوض البحر الأبيض المتوسط.