أكد يوم الأربعاء بعنابة المشاركون في اللقاء الدراسي حول البعد البشرى ومخطط التنمية والاستثمار بآرسلور ميتال الجزائر (مركب الحديد والصلب بالحجار) أن تأهيل الموارد البشرية وتثمين مؤهلاتها وخبراتها وجعلها أكثر احترافية ونجاعة يعد "شرطا أساسيا وحاسما لإنجاح مخطط النمو والاستثمار لهذا المركب". وأوضح المشاركون في هذا اللقاء -الذي حضره إلى جانب المديرين العامين لمجمع سيدار و آرسلور ميتال الجزائر على التوالي السيدين أحمد بن عباس و موكوند كولكارني بالإضافة إلى الإطارات المسيرة والشريك الاجتماعي لذات المركب وخبراء في تكوين وتأهيل الموارد البشرية- أن تدعيم القدرات التقنية للمركب بالمعدات والتجهيزات لن تمكن وحدها من تحقيق التحول نحو النجاعة الاقتصادية دون تأهيل وتكييف الوظائف والمؤهلات البشرية مع المتطلبات الجديدة للخطة الاستثمارية . فمخطط النمو والاستثمار الذي تم الشروع في تجسيده بمركب الحجار آرسلور ميتال الجزائر والمتضمن تخصيص حوالي 1 مليار دولار من خلال قرضين على التوالي بقيمة 600 مليون دولار و 355 مليون دولار بالإضافة إلى مساهمات المركب لتجديد و تأهيل وتحديث سلسلة الإنتاج بالمصنع وبلوغ أهداف إنتاجية حددت ب 2,2 مليون طن سنويا من الفولاذ السائل بحلول سنة 2017 يتطلب كما أوضح المدير العام لمجمع سيدار "مراجعة نظام التسيير والاستغلال وترسيم مبادئ الحوار البناء ما بين مختلف الأطراف من إدارة وشريك اجتماعي بالإضافة إلى ترقية التكوين في التخصصات التقنية والتسيير" . وتم خلال افتتاح أشغال هذا اللقاء الذي يدوم يومين و المنظم من طرف آرسلور ميتال الجزائر بمدينة عنابة قراءة بيان مشترك صدر عن مجمع سيدار و آرسلور ميتال تم التوقيع عليه بين الطرفين الاثنين و المتضمن التزام الشريكين بضمان استقرار المصنع والسهر على تجسيد مخطط الاستثمار في ظل العقد الاجتماعي للاستقرار المبرم ما بين آرسلور ميتال عنابة وشريكها الاجتماعي . كما تضمن البيان الالتزام بتثمين الموارد البشرية من خلال وضع تنظيم يتكيف مع متطلبات خطة الاستثمار وإدارة الأداء على أساس نظام للتقييم يعزز الجدارة ونجاعة الأداء وإنشاء نظام تحفيزي يوفق بين التعويضات والمساهمات بالإضافة إلى تطوير المهارات من خلال تكثيف التكوين والتدريب للتكيف مع التكنولوجيات الجديدة . وتدور أشغال هذا اللقاء الذي يهدف إلى الخروج بورقة طريق يتم على أساسها وضع خطة عمل لمرافقة وإنجاح مخطط الاستثمار في ورشتي عمل تتطرق إلى البعدين الصناعي والبشري في إنجاح مخطط النمو بمركب آرسلور ميتال الجزائر وتحقيق النجاعة الاقتصادية و الرفع من كفاءة الشركة في سوق الحديد والصلب إلى المستوى العالمي . يذكر بأن مستوى الإنتاج بمؤسسة آرسلور ميتال الجزائر قد تراجع خلال السنة الأخيرة ( 2014 ) إلى ما دون ال 250 ألف طن من الفولاذ السائل وذلك بعد تعطل الفرن العالي رقم 2 الذي يمون المفولدات لأسباب تقنية و هو التوقف الذي دام أربعة أشهر قبل إعادة تشغيله في الثلاثي الأخير من نفس السنة .ويشغل مركب آرسلور ميتال الجزائر الذي أقر في إطار تنفيذ مخطط الاستثمار المحافظة على مناصب الشغل ما مجموعه 4800 عامل مثلما تمت الإشارة إليه.