يشكل تدشين سلسلة إنتاج الشاحنات العسكرية من نوع مرسيدس يوم الثلاثاء بمقر المصنع التابع للشركة الوطنية للسيارات الصناعية برويبة خطوة هامة في سياسة بعث الصناعة الميكانيكية في البلاد. و اوضح مسؤولون خلال التدشين ان تجسيد هذا المشروع -الذي هو ثمرة استثمار جزائري اماراتي والماني- يعد من بين "أوجه المخطط الوطني للإنعاش الاقتصادي" الذي تمت صياغته طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وحضر احتفالية خروج أول شاحنة عسكرية "مرسيداس-زيتروس 2733 أ -وهي مركبة صناعية لكل أصناف الأرضيات 6X6ذات تحرك عالي لنقل الوحدات العسكرية- الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس اركان الجيش الوطني الشعبي وممثلو الشريكين الألماني والإماراتي. وبهذا ستقوم الشركة الجزائرية لإنتاج مركبات الوزن الثقيل من نوع مرسيداس-بنز رويبة بتسليم أول طلبية تشمل 35 سيارة لوزارة الدفاع الوطني، حسب ما أكده للصحافة رئيس مجلس الإدارة لهذه الشركة المختلطة السيد حمود تازروتي. و اضاف انه من المرتقب ان يتم تسليم خلال 2015 و2016 ما مجموعه 1.296 سيارة "زتروس" من كل الأصناف لوزارة الدفاع الوطني موضحا انه لاول مرة يقوم المصنع الالماني مرسيداس بنز بإنتاج هذا النوع من الشاحنات في العالم بصيغة (اس كا دي). و قام الفريق قايد صالح خلال هذه الاحتفالية بزيارة وحدة التركيب و استمع لعرض قدم من طرف مسؤولين في الشركة حول مسار إنتاج هذه السيارة المزودة ب6 عجلات متحركة ما يسمح للمركبة بالحركة في كل العقبات. كما تمتاز الشاحنة بمحركها المدعوم بقاعدة ذات محورين بحيث يمكنها تحمل وزن إجمالي يفوق 27 طن فضلا عن وجود خزانين ب300 لتر لكل واحد منهما مما يسمح لها بتنفيذ مهام ذات مدة طويلة فوق ارضيات وعرة دون تزود بالوقود. وشهدت الاحتفالية استعراضا يبين صلابة المركبة فوق أرضية وعرة. وأكد من جهته اللواء رشيد شواكي مدير الصناعات العسكرية في وزارة الدفاع الوطني أن هذا المشروع الذي سيسمح خلال السنوات الخمس القادمة باستحداث حوالي 3 آلاف منصب عمل , يندرج في إطار بعث شعبة الميكانيك الوطنية. كما شدد في هذا السياق على أن هذه الشراكة التي تمت مع أحد الرواد التكنولوجيين في العالم "ديلمر" ستسمح بتطوير نشاط المناولة في النسيج الصناعي الجزائري في هذا المجال مع نقل الخبرات. و صرح قائلا "إن زيتروس 6X6 شاحنة من الطراز الرفيع. ستمنح هذه المركبة دعما للعسكريين في الميدان بشكل يسمح بتكثيف تنقلات وحداتنا وتجهيزاتنا". يذكر أن شركة سابل-ام بي انشئت في 2012 برأسمال قدره 103 مليون يورو يملك الطرف الجزائري منه نسبة 51% مقسمة بين الشركة الوطنية للسيارات الصناعية (34%) و وزارة الدفاع الوطني (17%) مقابل 49% للمجموعة الاماراتية "آبار" في الوقت الذي يمثل فيه الالماني "ديلمر/مرسيدس بنز" الشريك التكنولوجي. و تم في يوليو 2012 إنشاء ثلاث شركات برؤوس أموال مختلطة في إطار تنفيذ بروتوكولات اتفاق جزائرية-اماراتية-المانية من اجل تطوير الصناعة الميكانيكية الوطنية. وفضلا عن سابل-ام بي فإن الامر يتعلق بشركة لصناعة سيارات بعلامة مرسيدس بنز في تيارت وشركة اخرى لصناعة المحركات بعلامات ألمانية (مرسيدس بنز ودوتز وام تي او) بواد حميمين (قسنطينة). ويتوقع أن تبلغ وتيرة انتاج الشركة الوطنية للسيارات الصناعية في مصنع الرويبة حوالي 15 الف شاحنة وحافلة بين 2018 و2019 موجهة لتلبية الاحتياجات المدنية والعسكرية في السوق الوطني.