غرداية 26 مايو 2015 (وأج) أحصى مختصون في علم الطيور ما لا يقل عن 2.000 من الطيور المهاجرة خلال منتصف شهر مايو الجاري بالمنطقة الرطبة لبحيرة سبخة المالح بالمخرج الجنوبي لمدينة المنيعة (275 كلم جنوبغرداية) حسب ما علم يوم الثلاثاء لدى محافظة الغابات بالولاية. وقد تم إحصاء هذه الطيور المهاجرة التي تتخذ من المنطقة الرطبة للمنيعة محطة للهجرة و التعشيش والتي تمثل محور الهجرة الرابط بين أوروبا وإفريقيا في إطار اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يهدف إلى تشجيع المحافظة على هذه الأنواع و مواطنها عبر جميع أنحاء العالم حسب ما أوضح محافظ الغابات محمد عباس. وسمحت هذه العملية بتحديد عشرين نوعا من الطيور المهاجرة غالبيتها من صنف البط على غرار البط البري والزقزاق والبط البري الرخامي وبط أبو فروة إلى جانب أنواع أخرى مثل النحام الوردي وأبو منجل وغراب المستنقعات وغيرها كما أشير إليه. وتم ملاحظة هذه الأنواع من الطيور المهاجرة بسبخة المالح المصنفة منطقة رطبة ذات أهمية عالمية في 2004 (ضمن اتفاقية رامسار) وهي تمتد على مساحة 18.947 هكتار من بينها 1.300 هكتار عبارة عن سطح المياه حسب ما ذكر ذات المسؤول. ويمثل هذا الموقع المائي فضلا عن كونه موقعا استثنائيا للسياحة البيئية مختبرا حقيقيا مفتوحا على الهواء الطلق لفائدة العلماء حيث تعشش فيه الآلاف من الطيور المهاجرة كما تتواجد به ثروة حيوانية هامة تتشكل من الزواحف والأسماك وتشكيلة متنوعة من النباتات التي تنمو على ضفاف البحيرات حسب ما أضاف السيد عباس بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي تقرر منذ 2006 في إطار اتفاقية الطيور المائية المهاجرة واتفاقية الأنواع المهاجرة. وقد بادرت مصالح محافظة الغابات لغرداية في هذا الإطار إلى تنظيم عدة نشاطات تهدف إلى إبراز أهمية الطيور المهاجرة كمؤشر حيوي للحالة الصحية للنظام البيئي للمنطقة الرطبة وباعتبارها حلقة هامة للتنوع البيئي المهدد بالزوال بسبب أنشطة الإنسان والتعمير الفوضوي والمتسارع. ويمثل تدهور موقع بحيرة المنيعة بسبب القلع العشوائي للنباتات والتلوث بفعل النفايات العمرانية وتفريغ المياه المستعملة به والصيد المحظور إلى جانب البناءات العشوائية تهديدا حقيقيا للتوازن البيئي على مستوى هذه المنطقة الرطبة. ومن أجل المحافظة على هذه الثروة البيولوجية شرعت السلطات العمومية في تجسيد أشغال إنجاز محطة لتصفية المياه المستعملة طبيعيا عن طريق الأحواض بطاقة 30 ألف متر مكعب في اليوم للتكفل بالمياه المستعملة المنزلية لبلديتي كل من المنيعة وحاسي القارة. وتوشك أشغال إنجاز هذا المشروع الذي بلغت تكلفته المالية ب1 مليار دج على الإنتهاء وسيدخل في القريب حيز الخدمة حسب ما أوضحت مصالح قطاع الموارد المائية لولاية غرداية. وسيسمح المشروع بمجرد دخوله حيز الخدمة باستحداث منطقة رطبة اصطناعية بفضل التنوع البيئي المشترك مع بحيرة المنيعة كما سيساهم في تثمين هذا الموقع من أجل تنمية الأنشطة السياحية والصناعة التقليدية للمنطقة التي ترغب في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.