تم ليلة الأحد تكريم التلاميذ الذين يتابعون علاجهم بالمؤسسة الإستشفائية بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالجزائر العاصمة والذين نجحوا في شهادات مختلف الأطوار التعليمية. وقد نظمت جمعية "الأمل" لمكافحة السرطان بالتعاون مع اتصالات الجزائر حفلا تكريميا على شرف هؤلاء الناجحين في البكالوريا و شهادتي التعيلم المتوسط و الابتدائي و الذين جاؤوا رفقة أوليائهم من مختلف مناطق الوطن بحضور أطباء من مؤسسة بيار وماري كوري. وكانت نتائج هؤلاء المصابين بالسرطان (17 شهادة في البكالوريا و11 في شهادة التعليم المتوسط و19 في شهادة التعليم الإبتدائ) ثمرة مجهود سنوي لهذه الشريحة من المجتمع -جسب ما أكده رئيسة الجمعية السيدة حميدة كتاب - حيث استطاعت أن تتحدى المرض رغم الظروف التي تابعت فيها دراستها. وقد أثبت هؤلاء المرضى ذكورا وإناثا أن صراعهم مع المرض لم يقف في يوم من الأيام حاجزا أمام إرادتهم التي كانت أقوى من هذا الداء. وأكد كل نورالدين من ولاية بومرداس وأسماء من المدية ويامنة من سطيف و الذين تحصلوا على شهادة التعليم الإبتدائي بجدارة أنهم تابعوا دراستهم بين مقاعد مدرسة ولايتهم وأسرة المستشفى ولكن لا المرض ولا المسافة التي يقطعونها قصد العلاج الكميائي حالا دون تحقيق هدفهم الأسمى. نفس الشعور عبرعنه زملائهم من ولايات سيدي بلعباس وغليزان والجزائر العاصمة الحاصلين هم الآخرين على شهادة التعليم المتوسط بإمتياز مثبتين للمجتمع بأنهم قادرين على تحقيق هدفهم في الدراسة مثل بقية التلاميذ. واعتبرت سارة من ولاية تيزي وزو ودنيا من المسيلة أن تحديهما للمرض وحصولهما على شهادة البكالوريا بإمتياز هي" أحسن هدية" يقدمانها لعائلاتهما والأطباء مؤكدتان مواصلة اجتهادهما لمتابعة دراستهما والحصول على شهادات أخرى. أما الدكتورة فتيجة غاشي من وحدة أورام الأطفال بالمؤسسة الإستشفائية بيار وماري كوري فقد أوضحت من جهتها بأن هؤلاء التلاميذ تابعوا دراستهم في ظروف "صعبة للغاية" خاصة خلال خضوعهم للعلاج الكميائي مؤكدة بأنهم قد اعتمدوا على أنفسهم دون دعم بالدروس الخصوصية. ويذكر أن وحدة أورام الأطفال بمؤسسة بيار وماري كوري هي المصلحة الوحيدة عبر القطر التي تتكفل بهذا المرض رغم انها لا تتوفرإلا على 13 سريرا فقط من بينها 5 مخصصة للاستشفاء اليومي. وتسجل سنويا بين 150 و200 حالة جديدة لسرطان الأطفال عبر الوطن وتصيب خاصة العظام والمخ والدم وهي حالات قابلة للشفاء في معظم الأحيان إذا تم الكشف عنها مبكرا والتكفل بها في أحسن الظروف .