أحيت تعاونية المالكة لتندوف على ركح المسرح الجهوي لقسنطينة روح العلامة أبي رأس الناصري من خلال مسرحية تتناول اللحظات الكبرى في حياة هذا العلامة المنحدر من مدينة معسكر. و تتناول هذه المسرحية التي كتب نصها محمد مزيان و أخرجها بومدين بلة حياة و أعمال و مسار العلامة الذي كان أحد مستشاري باي وهران. و وسط ديكور صحراوي و على إيقاعات فلكلورية لمنطقة تندوف عاد الممثلون العشرة -سهرة أمس السبت- بالجمهور إلى أهم مراحل حياة أبي رأس الناصري منذ وظيفته كقاضي بمنطقة غريس ثم معلما بمعسكر لمدة ستة و ثلاثين سنة. و تبرز هذه المسرحية على إيقاع القرقابو هذا العالم و إسهامه فب الكفاح من أجل تحرير وهران العام 1795 إلى جانب الباي محمد بن عثمان و اتهامه خطأ و ظلما بأنه حرض على تمرد قبائل درقاوة ضد السلطة العثمانية. و لمدة أزيد من ساعة يقرأ "قوال" أدى دوره بومدين بلة بالعربية الدرجة خطابا ثريا بالمعاني و بالمراجع التاريخية لمسيرة أبي رأس الناصري. و من مشهد إلى آخر يصور الممثلون و هم يرتدون أزياء تقليدية لمنطقة تندوف و بعد أن يتطرقوا إلى 135 عملا ألفه الناصري في مختلف مجالات المعرفة سفريات و رحلات هذا الشيخ انطلاقا من الجزائر العاصمة إلى فلسطين مرورا بقسنطينة و مكة ثم سوريا. و بعد العرض صرح المخرج ل"وأج" أنه من خلال تقديم تاريخ حياة العلامة أبي رأس الناصري كان الهدف "محو" الحدود الجغرافية و تبيان للجمهور تاريخ غير زمني "يبرز مرجعيات تاريخية تمكن من فهم تاريخنا الغني" . من جهته أكد بومدين بلة أن إنتاج مسرحية حول شخصية أبي رأس الناصري يرمي إلى تسليط الضوء على عالم كبير ما يزال "غير معروف" لدى الجمهور العريض. و سيتم عرض هذا العمل الذي يندرج في إطار برنامج قسم المسرح لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015" و الذي أنجز سينوغرافيته يحيى بن عمار في الأيام المقبلة بالجزائر العاصمة قبل جولة ستقوم بها فرقة هذه المسرحية إلى عشرين ولاية عبر البلاد.