يحتضن مسرح قسنطينة الجهوي أمسية اليوم، العرض الشرفي لمسرحية: “الملهم الحافظ ..أبو رأس الناصري”، والتي أنتجتها “تعاونية الملقى” لولاية تندوف في إطار البرنامج المسرحي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015. هذه المسرحية التي أخرجها “بومدين بلة” وألّف نصها “مزيان محمد”، يتقاسم أدوارها على خشبة المسرح ممثلون شباب: “احمد بهاما سويد، مراد سنوسي، عمر بن مولاي، هشام بنان، محمد مصطفى، حنا عفان، رابح لبيب، مباركي حمزة، مينو مايمس، نعيمة مبتركي”، فيما عادت الكوريغرافيا إلى “عيسى شواط” والسينوغرافيا إلى “يحيى بن عمار”. وتثير المسرحية حياة العلاّمة الحافظ “محمد أبو رأس الناصري امعسكري الجزائري”، هذه الشخصية التي أسهمت في إثراء العلوم الإسلامية دراسة وتحقيقا وتأليفا، كما شاركت في الجهاد لفتح مدينة وهران سنة 1795 ميلادية، إلى جانب “الباي محمد بن عثمان”، حيث يعد بذلك ثاني كبار رجالات معسكر بعد الأمير عبد القادر الجزائري. وإن كانت المسرحية تروي قصة هذه الشخصية الوطنية، فإنّ مخرجها “بومدين بلة “ يطرح من خلالها عرضها عدة تساؤلات حيث يقول في ملخصه: “كيف نقدّم شخصية العالم الحافظ أبي رأس الناصري المعسكري في تندوف وبإيقاع “تندوفي”، ذلك كان هاجسنا وهو هاجس مركزي في المسرح، كيف تلغي حدود الجغرافيا والمكان لتحول خشبة المسرح الى معادل موضوعي لكل هذا..؟” ويضيف: “..إن شخصية أبي الراس الناصري نقدمها لجمهور المسرح من تندوف، كما لو أننا نسعى الى تكسير تلك الصورة النمطية عن مفهوم المسرح التاريخي المرتبط بالتسلسل الزمني للأحداث والاحترام الصارم للأزياء والديكورات، إننا هنا نقدم شخصية أبي رأس الناصري برؤيتنا الخاصة لفن المسرح الذي يؤمن باللاتاريخية واللامكانية”. ويختتم: “إن أبي رأس الناصري يخرج من تندوف في أقاصي صحراء الجزائر بإيقاعات وأزياء هذه الجغرافيا”. وللإشارة، فإنّ ركح مسرح قسنطينة الجهوي سيشهد في شهر سبتمبر الجاري، تقديم عرضين شرفيين آخرين، الأول خاص بمسرح بجاية في مسرحية بعنوان “من الخليفة قوم” للمخرج “عبد الحليم بوشراكي”، والثاني خاص بالمسرح الوطني الجزائري “محيي الدين بشطارزي” في مسرحية “ملحمة الحب المفقود” للمخرج “عبد الكريم لغريبي”، كما سيحتضن مسرح قسنطينة دائما، وقبل نهاية هذا الشهر ندوة فكرية حول “النقد المسرحي”، كما يرتقب أن تنظّم دائرة المسرح في تظاهرة قسنطينة أيضا ندوة فكرية حول الأديب والكاتب الراحل “كاتب ياسين “ في شهر أكتوبر المقبل.