اعتبر وزير النقل بوجمعة طلعي اليوم الاثنين بسطيف أن الذكاء الاقتصادي "يقتضي أيضا تطوير النقل بالسكة الحديدية." و أكد الوزير خلال زيارة عمل إلى عاصمة الهضاب العليا على أهمية النقل بالسكة الحديدية في التنمية الاقتصادية للبلدان مشيرا في هذا السياق إلى أن دائرته الوزارية تعمل على "تحديث النقل بالسكة الحديدية لجعله في خدمة التنمية الوطنية." و أبرز السيد طلعي كذلك بأن المخطط الوطني لوزارة النقل الذي يتضمن حجم استثمار يتضمن إنجاز أو تحديث 2000 كلم من السكك الحديدية "يتطلب أكثر من أي وقت مضى خدمة الاقتصاد الوطني من خلال الربط بالموانئ". و أضاف الوزير بأن خطوط السكة الحديدة التي ستنجز عبر مختلف ولايات البلاد لا بد "أن تكون تربط بالموانئ و المناطق الصناعية" داعيا في هذا السياق المسؤولين المعنيين إلى "جعل الدراسات تواكب الاحتياجات المحلية في مجال التنمية الاقتصادية." و خلال استماعه بالقرب من منطقة رأس الماء (جنوب شرق سطيف) إلى عرض حول آفاق تنمية و تطوير النقل بالسكة الحديدة شدد على مسؤولي القطاع على "ضرورة ربط ال42 منطقة صناعية جديدة الجاري إنجازها بالبلاد بشبكة السكة الحديدية." و من هذا المنظور ألح السيد طلعي على أن خطي السكة الحديدية الجديدين اللذين سيربطان بين جيجل و سطيف على مسافة 130 كلم و باتنةبسطيف (130 كلم كذلك) لا بد من ربطهما بمصنع الإسمنت لعين الكبيرة (سطيف) و ميناء جن جن (جيجل) و مصنع الإسمنت لعين التوتة (باتنة) مبرزا أهمية الانخراط ضمن نظرة التنمية الاقتصادية "المستدامة." و بالإضافة إلى شروط الراحة التي يجب ضمانها للمواطنين من خلال النقل عبر القطارات و ربح الوقت فإن السكة الحديدية مدعوة لضمان المبادلات الاقتصادية المثمرة بين المناطق حسب ما أكد عليه الوزير. كما ذكر السيد طلعي بالتزام الدولة لتسهيل ظروف معيشة المواطنين من خلال تحسين خدمة النقل و ذلك بعد أن أشاد باستئناف اليوم الاثنين حركة نقل المسافرين عبر السكة الحديدية بين الجزائر و باتنة مرورا بالمسيلة. وأفاد الوزير من جهة أخرى بأن مشاريع إنجاز خطوط الترامواي تعد مشاريع تبرز إرادة الدولة من أجل تحديث هذا القطاع "الحساس." و أعطى الوزير أيضا تعليمات صارمة فيما يتعلق بتعزيز مراقبة وسائل النقل الجماعي خاصة منها الحافلات قبل أن يشدد في هذا السياق على "تطبيق القانون بكل صرامة من خلال اللجوء إلى السحب الفوري لرخص النقل من الناقلين لحماية أرواح المسافرين." و ذكر الوزير بأن جميع المشاريع المسجلة و تلك التي انطلقت أشغالها عبر ولاية سطيف على غرار توسعة المطار تندرج ضمن "منطق إنجاز" و "ليس منطق توقعات." و خلال جولته التفقدية تفقد الوزير على الخصوص مشروع إنجاز الترامواي و مقرات مؤسسة النقل الحضري و مشروع توسعة مقر مديرية النقل بالولاية و ذلك بعد أن كان له تدخل أمواج الإذاعة الجزائرية من سطيف. قبل ذلك ركب السيد طلعي القطار متجها إلى منطقة رأس الماء حيث عاين جانبا من أشغال إنجاز ازدواجية السكة الحديدة بين سطيف و القورزي (قسنطينة) على مسافة 118 كلم و هي الأشغال التي تقدمت بنسبة 80 في المائة.