أقيمت يوم الاثنين ورشة دولية حول التسيير العقلاني للموارد المائية الموجهة للري الفلاحي بالمناطق الجافة وذلك بمحطة البرهنة التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية ببسكرة (425 كلم جنوب شرق الجزائر) حسبما لوحظ. وتمحورت أشغال هذه الورشة التقنية حول مقاربة مفادها أنه ضمن الحلول العملية لحماية الثروة المائية خاصة منها المياه السطحية عبر المناطق الجافة هناك إمكانية تجسيد تجربة تخزين المياه التي تجلبها الأودية والسيول بالطبقة الجوفية للأرض. وترتكز هذه التقنية المطبقة عبر عديد البلدان في قارتي أوروبا وأمريكا على وضع حفر عميقة على حافة مجرى الوادي بحيث يتيح ذلك عملية إنزلاق المياه السطحية المتدفقة عبر الوادي وروافده بإتجاه الحفر وبالتالي نفاذها نحو باطن الأرض مثلما أوضحه ل"وأج" على هامش الورشة ممثل مديرية المصالح الفلاحية ببسكرة طارق بن صالح. وتسمح هذه الآلية بالحيلولة دون تبديد الثروة المائية السطحية من ناحية وكذا تغذية طبقة المياه الجوفية من ناحية أخرى -وفقا للمتحدث- مؤكدا أن بسكرة المصنفة ضمن خانة المناطق الجافة وتمر بها عدة أودية على غرار وادي جدي ووادي سيدي زرزور لديها قابلية تنفيذ بها مشروع لتخزين المياه بالطبقة الجوفية. وكشف بهذا الخصوص عن وجود فكرة ناضجة لتطبيق التجربة ميدانيا على مستوى وادي سيدي زرزور لأجل ضمان مستقبلا إستغلال أمثل للثروة المائية السطحية التي تصب حاليا في شط ملغيغ دون الاستفادة منها في الري الفلاحي والمياه الصالحة للشرب على اعتبار مثلما لاحظ أن هذا الشط يتميز بمياهه المالحة. وفضلا عن هذه المزايا فإن تنفيذ المشروع يمكن أيضا من إعادة تعبئة الطبقة الجوفية بالمياه مجددا والتي تكون قد فقدت جزء منها جراء استغلال مياهها من جانب الانسان في مختلف الأغراض كالري الفلاحي والصناعة والمياه الصالحة للشرب يضيف ذات المسؤول. وتعتبر تجربة تخزين المياه السطحية بالطبقة الجوفية ذات منافع اقتصادية واجتماعية متعددة بالمناطق الجافة من ذلك الإسهام في مكافحة التصحر والتأقلم مع التغيرات المناخية وترقية الاطار المعيشي للسكان حسب الدكتور محمد باباسي وهو من جنسية موريتانية وممثل مرصد الصحراء والساحل ومقره بتونس الذي يتولى ضمن مهامه متابعة برنامج "التسيير المتكامل في تعبئة المياه (سويم) الممول من طرف الاتحاد الأوروبي. ويمثل مشروع تخزين المياه السطحية بالطبقة الجوفية المرتقب تجسيده في الآفاق المستقبلية بولاية بسكرة (الجزائر) وكذا مشروع مماثل بمنطقة مدنين (جنوب شرق تونس) نموذجين لمحاولة تأمين التسيير العقلاني للموارد المائية في الري الفلاحي بالمغرب العربي مثلما أشير إليه . وقد شارك في هذه الورشة ممثلو الوكالة الوطنية للموارد المائية والمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية ومديرية المصالح الفلاحية والغرفة الفلاحية ببسكرة الى جانب ممثلي مرصد الصحراء والساحل ومعهد المناطق الجافة بتونس ومهنيين في القطاع الفلاحي من البلدين. وبالإضافة إلى الورشة المشتركة سيتم تنظيم زيارات ميدانية للوفد القادم من تونس على مدار 3 أيام لعدد من الفلاحين بإقليم ولاية بسكرة قصد الوقوف على جهود مهنيي المنطقة في إقتصاد المياه الموجهة للري الفلاحي وتبادل الخبرات مع نظرائهم من تونس وفقا للبرنامج العام للنشاط.