عرف قطاع الفلاحة بولاية تيزي وزو انتعاشا كبيرا في السنوات القليلة الأخيرة، حيث عملت السلطات المحلية بالتنسيق مع الفلاحين على تطبيق العديد من السياسات التنموية التي سطرتها الدولة والوزارة الوصية في خطوة نحو الاستغلال الأمثل لكل الثروات والمؤهلات الطبيعية التي تتوفر عليها المنطقة. رغم الضيق الشديد للمساحة الصالحة للزراعة بإقليم ولاية تيزي وزو وذلك بفعل طغيان الطابع الجبلي على تضاريسها والتوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية، نظرا لانعدام العقار المؤهل لاحتضان مجموع المنشآت والهياكل التنموية الضخمة التي استفادت منها الولاية، حيث تقدر المساحة الصالحة للزراعة في الوقت الراهن 258253 هكتار لا يستغل منها إلا 98842 هكتار، ضمنها 33027 هكتار موجهة أساسا لزراعة أشجار الزيتون كونها الشجرة الأكثر تلاؤما وطبيعة المنطقة، و 50700 هكتار تعتبر أراضي زراعية موجهة لإنتاج مختلف المحاصيل الفلاحية الموسمية، على غرار البطاطا، الحبوب الجافة، وغيرها. هذا وعرفت مختلف البرامج التنموية وآليات الدعم التي أطلقتها الدولة إقبالا معتبرا من طرف الفلاحين والمستثمرين، ومن بين هذه البرامج نجد المخطط الوطني لتنمية الفلاحة الريفية، حيث شهد القطاع الفلاحي في فترة الانطلاق في تطبيقه عبر ولاية تيزي وزو تغيرا ملحوظا، حيث تزايدت نسبة المساحة المخصصة للفلاحة بنحو 6 آلاف هكتار خلال الفترة الممتدة بين 1999و2009 فترة تنفيذ البرنامج، كما تزايدت نسبة المساحة المخصصة لزراعة الكروم والأشجار المثمرة ب 5 ألاف و 58 هكتارا. ولمساعدة الفلاحين وتسهيل مهمة إخراج وجلب المنتوجات الفلاحية من الحقول دون تكبد عناء وتكاليف باهظة، ولتسهيل تنقل دخول وخروج الشاحنات والجرارات، تم فتح ما لا يقل عن 600كم من الطرق والمسالك الفلاحية ما فك العزلة عن 29 ألف منطقة فلاحية، كما أعيد تهيئة ما يزيد عن 800كم من الطرقات، ومن السياسات التنموية المطروحة في المجال الفلاحي نجد الإعانات المقدمة من طرف الصندوق الوطني لتنمية الاستثمار الفلاحي، إضافة للصندوق الوطني لتنظيم الإنتاج الفلاحي. حيث تم خلق والاستثمار في العديد من المجالات التي يعد القطاع الفلاحي بحاجة إليها بالولاية تماشيا والمحاصيل المنتجة بتيزي وزو، على غرار إنجاز معاصر الزيتون وغيرها، كما تسعى المصالح الفلاحية لإعادة بعث القطاع الفلاحي بولاية تيزي وزو، وذلك بدعم الفلاحين وممارسي هذه المهنة منذ سنوات. وللحد من ظاهرة النزوح الريفي نحو المدن وتشجيع الفلاحين على البقاء في الأرياف بتوفير جميع متطلبات الحياة بالمناطق الريفية، تبنت محافظة الغابات بولاية تيزي وزو البرنامج الجواري للتنمية الريفية المدمجة. هذا الأخير الذي سمح للمواطنين والفلاحين بالاستفادة من مختلف الإعانات المقدمة في إطار هذا المخطط التنموي والذي تسلم خلاله مساعدات لتربية الحيوانات كالأبقار والمواشي، الأرانب، الدجاج المنتج للبيض، وغيرها من هذه الأنشطة الريفية التي تمارسها عادة المرأة بالقرى، حيث تسعى الدولة لخلق العائلة المنتجة وإشراك الجميع في مشروع التنمية الشاملة. ولتوفير المياه اللازمة للري وسقي الحقول سطرت مديرية الري بالولاية بالتنسيق مع المصالح الفلاحية برنامجا يقضي بالاستغلال الأمثل للموارد المائية التي تتوفر عليها الولاية، وتم إنجاز العديد من السدود والأحواض لجمع المياه التي وإن لم تصلح للشرب وجهت مياها للاستعمالات الفلاحية.