نالت العروض الفنية الأربعة التي قدمت يوم الأحد في افتتاح الطبعة الرابعة لمهرجان المونولوغ "الفوارة شو" إعجاب الجمهور بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف. و ظل الجمهور يضحك تارة و يصمت تارة أخرى مبديا بذلك تجاوبا تاما مع العروض الفنية الأربعة على غرار سكاتش "العنف" للبرعم أمين موساوي من ورشة مسرح دار الثقافة هواري بومدين بسطيف الذي يحاكي في أسلوب هزلي أضحك كثيرا الجمهور ما يعانيه الأطفال من عنف لفظي و جسدي في مختلف الأماكن سواء في الشارع (الجيران) أو المدرسة أو البيت (الأهل). كما شد انتباه الجمهور عرض "الرمال المتحركة" من إنتاج مركز الفنون الدرامية و الركحية بمدنين بجنوب تونس الذي تضمن مشاهد بصرية تعتمد على الرسم بالرمال مرفقة بمقاطع موسيقية تتناسب ورسم كل لوحة حيث يعتبر هذا الفن المعاصر مزيجا بين الفن التشكيلي و المسرح وفن الفيديو وهي تجربة من إخراج التونسي علي يحياوي و تنسيق فيديو لأيمن السربتي و أداء الفنان الحبيب الغرابي. بدوره قدم الفنان القسنطيني العياشي صابر المنتمي إلى فئة الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة مونولوغ بعنوان "بارغينغ" امتزجت فيه أحاسيس الجمهور بين الضحك و البكاء و هو عرض في قالب هزلي يبرز المعاناة التي يلاقيها الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة و كيف يوظفون في مناصب لا تناسبهم. و قد استهل مهرجان "الفوارة شو" المنظم من طرف ديوان الثقافة و الفنون لبلدية سطيف و الذي جاء هذه السنة تكريما لروح الفقيد عمر شعلال أحد الوجوه الفنية لمدينة سطيف الذي وافته المنية في مايو الأخير بقراءات شعرية تختزل أعمال الفقيد من تقديم الثنائي الشاعر الطيب قتال و المسرحي عبد المالك بوساهل. و من بين ما جاء فيها: "رجل كل الخصال أسمع و تبع معايا ..في الثقافة ينير كي لهلال بين النجوم الضوايا" . و ستنطلق العروض التنافسية ال50 يوم غد الاثنين بالموازاة مع عرض المنولوغات (المسرحيات) المحترفة نهاية كل يوم من عمر هذه التظاهرة بعرض "صاولي شو" للفنان مراد صاولي و "حنا هكذا" للمسرحي توفيق مزعاش و "الصايش" لعبد المالك بوساهل و "دالتنا" لفريد مريمش من جيجل ليكون العرض الأخير من نوع المسرح الإيمائي (صامتا) لفرقة نبيل بن سكة من سطيف حسب ما علم من المنظمين . للإشارة و على غرار الطبعات السابقة ستلقى على هامش هذه الطبعة محاضرات من بينها تلك التي سيقدمها الدكتور محمد زتيلي بعنوان "رهانات المؤسسات المسرحية في ظل الأزمة" و أخرى للدكتور ناصر خلاف يتناول فيها "واقع المسرح الجزائري" بالإضافة إلى "التأليف المسرحي و إشكالية الاقتباس" للدكتور عز الدين جلاوجي. و سيتم كذلك بالموازاة مع هذه التظاهرة تكوين 44 شابا في مجال المسرح (درجة ثالثة) يندرج في إطار سلسلة الدورات التكوينية التي تلقوها في الطبعات السابقة و ذلك في تقنية الكتابة و الأداء و التمثيل و فن الارتجالية.