أكد خبراء اليوم الخميس بالجزائر العاصمة أن التكفل بإشكالية تشغيل الشباب في الوسط الريفي "غير كاف" وأوصوا من اجل ذلك بالشروع في تفكير وطني لتسهيل حصول هذه الفئة من السكان على العمل. و أوضح خبراء وطنيون أنجزوا دراسة في إطار مشروع إقليمي تحت إشراف منظمة الأغذية و الزراعة "فاو" حول "ترقية التشغيل الفلاحي اللائق للشباب في الوسط الريفي على مستوى بلدان المغرب العربي" تم عرضه خلال ورشة وطنية أن شباب الريف يواجهون هشاشة في مناصب الشغل و مشكل البطالة المقنعة. في هذا الصدد أوضح صايب موزيت عالم اجتماع و مدير البحث بمركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية أن نسبة بطالة شباب الريف (15-24 سنة) قد بلغت 5ر7 % في سنة 2015 بالجزائر مؤكدا "إنها فئة مقصية من آليات دعم التشغيل". و أضاف أن هذه الفئة من السكان يمكن أن تشكل يدا عاملة لإنجاح تطوير الفلاحة و تنويع الاقتصاد الوطني مشيرا إلى ضعف وكالات الوساطة في الريف. كما تم التأكيد خلال أشغال هذا اللقاء على أن نسبة البطالة في الوسط الريفي قد بلغت 2ر8 % في الجزائر. و أضاف المصدر أن عدم الاستقرار في مجال التشغيل و غياب التغطية الاجتماعية تعد من بين العوامل التي تدفع الشباب إلى مغادرة عملهم في حين أن 70 % من شباب الريف يعملون في القطاع غير الرسمي. و من العوامل الأخرى المثيرة "للقلق" التي أشار إليها الباحثون هناك النسبة المرتفعة لشباب الريف غير النشطين و تشير الإحصائيات التي جاءت في الدراسة إلى أن 1ر27 % من الشباب (15-24 سنة) غير نشطين أي أنهم لا يزاولون الدراسة و لا التكوين و لا العمل. أما على المستوى الوطني فان تلك النسبة تقدر ب5ر21 % منها 6ر34 % من النساء. و تعتبر هذه الفئة من السكان عاملا مضرا بالمجتمع و الاقتصاد- حسب ذات الباحث- و تابع السيد موزيت "إنها فئة من السكان تشكل خطرا فضلا عن أنها لا تستفيد من تغطية اجتماعية و لا طبية و هي تمثل بالنسبة لي خطرا" مضيفا أن هذا المشكل ما فتئ يثير انشغال عديد بلدان العالم. و بالتالي فانه من الضروري -حسب ذات الباحث- الشروع في تفكير وتشاور وطني بين جميع القطاعات حول تحسين تشغيل شباب الوسط الريفي". كيف يمكن تشجيع الشباب على الفلاحة حتى و أن كانت الفلاحة في الجزائر قطاعا للفرص بالنسبة لشباب إلا أن هؤلاء يهجرون هذا النشاط بسبب طابعه غير الرسمي و ظروف العمل الصعبة و أحيانا الخطيرة و غياب التغطية الاجتماعية و عدم الاستقرار. وعلى الرغم من أن هؤلاء الشباب يعتبرون محركا لتنمية الفلاحة التي تعتبر القطاع الذي يحظى بالأولوية في سياسة تنويع الاقتصاد الوطني. "نحن بحاجة إلى دراسات لمعرفة سبب عزوف شبابنا عن القطاع الفلاحي" يقترح ممثل عن الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين. و اقترح ذات المسؤول في ذات الصدد بتوفير ظروف العمل الملائمة للشباب مع أخذ بعين الاعتبار التطورات التكنولوجية التي يعرفها المجتمع في مجال الاتصال. كما شدد المشاركون في هذه الورشة على أهمية تكوين الشباب في المناطق الريفية ومتابعة المتخرجين في سوق العمل. ويشكل تحدي التشغيل وإدماج الشباب في الحياة الاقتصادية والاجتماعية "أحد أهم التحديات المشتركة بين البلدان الأربعة للمغرب العربي (الجزائرتونس المغرب وريتانيا)" يرى نبيل عساف ممثل منظمة الأغذية والزراعة لهيئة الأممالمتحدة (فاو) بالجزائر. ويهدف المشروع الجهوي المؤطر من طرف (الفاو) حول العمل الفلاحي اللائق للشباب في بلدان المغرب العربي الذي بادرت به المنظمة الأممية بطلب من اتحاد المغرب العربي إلى دراسة إشكالية التشغيل في المناطق الريفية بما أن الأرقام تبين أن التشغيل في المناطق الريفية يستدعي اهتمام أكبر حسب السيد عساف. ويرى السيد سعيد هلال خبير بالمكتب الإقليمي للفاو ان وضعية تشغيل الشباب في المناطق الريفية تتشابه في البلدان الأربعة لاتحاد المغرب العربي. تأتي تونس في المرتبة الأولى من حيث نسبة بطالة الشباب (أكثر من 31%) الجزائر (25%) المغرب (21 %) و موريتانيا (18%). "نرغب في التعرف على الإشكالية ومحاولة تحفيز مختلف الهيئات على التفكير سويا بهدف الخروج بفرص جديدة تجذب الشباب إلى القطاع الفلاحي وذلك باستعمال التكنولوجيات الحديثة" يشير السيد هلال. كما تأسف السيد هلال ل"تهميش القطاع الفلاحي مقارنة بالقطاعات الأخرى" اقترح على الهيئات اللجوء إلى الابتكار الاجتماعي لتثمين قدرات المناطق الريفية. وستكون المرحلة القادمة للمشروع تنظيم ورشة إقليمية للتصديق على الدراسات التشخيصية لجميع البلدان المعنية قبل تطبيق أدوات تنفيذ توصيات تلك الورشات.