أكد وزير الموارد المائية و البيئة عبد القادروالي اليوم الأحد بقسنطينة أن "معركة تعبئة المياه لأغراض السقي الفلاحي جارية و سيتم كسبها بفضل الإستراتيجية المتبعة في هذا السياق من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. و في مداخلته خلال الافتتاح الرسمي لمراسم الاحتفال باليوم العالمي للتغذية و المرأة الريفية أوضح السيد والي الذي كان برفقة وزير الفلاحة و التنمية و الريفية و الصيد البحري عبد السلام شلغوم أن "الجزائر و في ظل التغيرات متعددة الأوجه من ضمنها المناخية على وجه الخصوص و التي تترصد بالتنمية المستدامة عبر العالم وضعت لنفسها هدف تلبية الاحتياجات الوطنية في مجال التموين بمياه الشرب و السقي الفلاحي". و يعد إرساء توازن جهوي من خلال إنجاز مشاريع التحويلات الكبرى للمياه والتنظيم الموسمي عن طريق زيادة طاقات التخزين في السدود و الحواجز المائية و تعبئة المياه غير التقليدية (تحلية إعادة تجديد المياه المستعملة) من بين العمليات الأساسية التي قامت بها الجزائر من أجل التحكم في تقلبات الطقس و السماح بتنمية مستدامة عبر جميع الأصعدة. و بعد أن ذكر بالرابط "الوثيق" بين المياه و الفلاحة في معادلة تنمية الأمن الغذائي المستدام و إبراز الأخطار التي يسببها التغير المناخي صرح السيد والي أن الجزائر توقعت هذا الأمر من خلال تبني برنامج "هام" يستهدف تعبئة المياه الجوفية و السطحية من خلال تجهيزات خصص لها استثمار عمومي بأكثر من 50 مليار د.ج. و في هذا السياق أفاد الوزير -الذي تحدث عن الأثر الإيجابي لمختلف مشاريع تحويل المياه الجارية- بأن السدود ال31 المتواجدة عبر الوطن علاوة على المنشآت المائية الخمس التي سيتم استلامها خلال سنة 2017 ستمكن من رفع قدرات التخزين الوطنية من 7 ملايير متر مكعب حاليا إلى 9 ملايير متر مكعب في آفاق 2018 بعد أن كانت لا تتجاوز ال4 ملايير متر مكعب في 1999. و قد مكنت سياسة الحوكمة في مجال تعبئة المياه من توجيه 6 ملايير متر مكعب نحو الفلاحة حسب ما أردفه الوزير متحدثا عن هدف بلوغ ال2 مليون هكتار من الأراضي الفلاحية المسقية في آفاق 2020. و أوضح السيد والي الذي ذكر بالرهانات المتعلقة بالمياه و الفلاحة في سياق عالمي يتميز بتغيرات مناخية مثيرة للقلق بأن الأمر يتعلق بإشكالية إستراتيجية ذات صلة مباشرة بالتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و الأمن الغذائي. و يعد "التغير المناخي أحد أهم الأخطار التي تهدد العالم حيث أن العالم هو الرهان الرئيسي و الضحية الأساسية" حسب ما أعرب عنه الوزير الذي دعا جميع المتدخلين إلى تضافر الجهود بين المواطنين و المسؤولين و الفلاحين لجعل هذا المورد الطبيعي و الحيوي بمنأى عن أي خطر. و أردف الوزير بأن الهدف من ذلك هو الحفاظ على هذا المورد الطبيعي من أجل نمو فلاحي "مستمر" سيسمح بتقليص الفاتورة الغذائية و بناء اقتصاد وطني متنوع. و خلص الوزير إلى أن قطاعه لن يدخر أي جهد لجعل الموارد المائية دائمة بإمكانها المشاركة بشكل فعال في النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية الجارية. قبل ذلك قرأ ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالجزائر رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتغذية و المرأة الريفية الذي جاء هذه السنة تحت شعار "المناخ يتغير و التغذية و الفلاحة أيضا". و سلطت الرسالة الضوء على ضرورة تبني استثمارات هادفة للحفاظ على رفاهية السكان في مجال التغذية.