يستدعي التقليص من معدل الوفايات لدى المواليد الجدد في الجزائر "حتمية اعتماد تنظيم جديد للوسائل البشرية و اللوجيستيكية المتوفرة" حسبما أكده يوم الثلاثاء بقسنطينة المشاركون في ملتقى-ورشة بمناسبة انطلاق العمل بالمخطط الوطني للتقليص و"بسرعة" من الوفايات وسط المواليد الجدد. وأكد في هذا السياق ممثل وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات جميل لبان بأن وسائل هامة سخرتها الجزائر من خلال مختلف برامج تنمية قطاع الصحة لهذا الغرض مبرزا أهمية التنظيم من أجل "تحقيق الأهداف المسطرة في مجال تقليص معدل الوفيات وسط المولودين الجدد". وأوضح نفس المسؤول في مداخلته على هامش هذا اللقاء الذي يندرج في إطار التعاون بين منظمة اليونيسيف و الحكومة الجزائرية في مجال الطفولة الصغيرة بأن الجزائر "أضحت قادرة من خلال الوسائل المتوفرة على التقليص من وفيات التي تحدث في مرحلة ما بعد الولادة مباشرة (أي في الشهر الموالي للولادة)." وتسجل الجزائر حاليا متوسط ب22 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية و أن ما يقارب 80 بالمائة من هذه الوفيات تأتي في مرحلة ما بعد الولادة مباشرة حسبما تمت الإشارة إليه خلال هذه الورشة. كما علم خلال هذا اللقاء بأن الهدف المسطر في إطار هذا البرنامج الوطني هو تقليص الوفيات إلى 12 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية جديدة. من جهته أبرز ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر مارك لوسي المجهودات الجبارة التي تبذلها الدولة الجزائرية لأجل تحسين الوضع الصحي لسكانها مشيرا إلى أن هذه الورشة تهدف بالأساس إلى "ضبط التدابير و الأهداف التي يمكن تحقيقها من أجل تقليص أكثر لهذا النوع من الوفيات". وأشار نفس المسؤول إلى أن الوفيات في مرحلة ما بعد الولادة مباشرة تعد مشكلا بالنسبة للصحة العمومية معتبرا أن تقليص معدل هذه الوفيات في الجزائر "يبقى في متناول قطاع الصحة" بالنظر --كما قال-- إلى أن "الجزائر التي تتوفر على مخطط في هذا المجال ملتزمة بتحقيق أهداف دولية للتنمية المستدامة في آفاق 2030". وقد تم تنصيب لجان للولايات تضم على الخصوص تقنيين في الصحة و مختصين في التوليد و آخرين في طب الأطفال و قابلات و ذلك بموجب المخطط الوطني للتقليص من الوفيات وسط المولودين الجدد و الذي انطلق العمل به رسميا اليوم الثلاثاء بقسنطينة بحضور أطباء ممارسين مختصين يمثلون 14 ولاية بشرق البلاد. وقد أسندت للجنان التي تم تنصيبها عبر جميع ولايات البلاد مهمة إزالة النقائص المسجلة محليا و جعل قاعات الولادة تستجيب أكثر للمعايير المطلوبة و كذا الهياكل الصحية الخاصة بطب الولادات الجديدة إلى غير ذلك. واعتبر ممثل اليونيسيف أن "كل موت طفل حديث الولادة تعتبر مأساة" ما يستدعي التعجيل --كما قال-- بالعمل "ضمن شبكة و التعاون الوثيق بين مختلف الأطراف المعنية بالتكفل بالذين يولدون قبل تاريخ الوضع لتقليص حالات الوفاة ما بعد الولادة مباشرة." كما أكد نفس المسؤول على تنمية التعاون بين الجزائر و اليونيسيف ضمن مختلف البرامج خاصة تلك المتعلقة بصحة الأم و الطفل. وقد ألح المشاركون في هذا اللقاء الجهوي بالخصوص على أهمية أنسنة قطاع الصحة من أجل السماح بتجسيد فعال للأهداف المسطرة.