يقدم الخطاط الجزائري صالح المقبض 30 لوحة فنية تنتمي للحروفية المعاصرة في معرضه "موسيقى الحروف" الذي افتتح اليوم الخميس بفيلا عبد اللطيف بالجزائر العاصمة, حيث يشترك أغلبها في اختيار الألوان المضيئة. وقلل الخطاط من إستخدام الأسود في مقابل الحضور القوي للألوان المضيئة وهو ما اعتبره "خيارا بلا مبرر واضح سوى الحالة النفسية والوجدانية" التي تنتابه, مضيفا أن "بعض اللوحات توجه الفنان وليس العكس". واعتمد المقبض على الألوان والأحبار التقليدية, وهي الخاصية التي تميز الحروفية المعاصرة التي تغوص في الغموض والرمزية, مع مسعى للحفاظ على معالم الخط العربي الأصيلة. وتبتعد أغلب اللوحات عن النص المقدس, حيث اشتغل الخطاط على أبيات شعرية غالبا أو مقولات وحكم, وهو ما برره برغبته في منح فرصة للخط ليكون "متاحا كفن للجميع خارج هالة القدسية". وظف المقبض بعض الرموز المحلية في لوحاته على غرار "الخامسة" التي حملت اسم إحدى لوحاته, كما حضرت الخصوصية الصحراوية من خلال بعض ألوان الرمل أو اشكال الزوابع التي تأخذها اللوحات. وفي عدد قليل من اللوحات يستخدم الفنان الألوان الداكنة على غرار لوحة "الميلاد/البداية" اين تبدو اللوحة في شكل صراع متأجج, وكذلك في لوحة "هكذا الدنيا" التي يقابل فيها بين الابيض والأسود. وبخصوص خياره العمل ضمن حقل الحروفية الذي شكل ملجأ للكثير من الخطاطين الذين عجزوا عن العمل الكلاسيكي بسبب فشلهم في التقنية والقاعدة, أكد المقبض أنه اشتغل على الكلاسيكي قبل الحروفي, مؤكدا أن لوحاته تحترم القاعدة والتقنية. وعن التلقي من قبل الجمهور والمختصين لعمله وللأعمال الحروفية اعتبر الخطاط أن الجمهور "يعجب باللوحات دون أن يفهم مفاتيحها غالبا", بينما "يلجأ التشكيليون إلى مناقشة خيارات الألوان والجانب التشكيلي", أما الخطاطون "فيناقشون التقنيات وقواعد الخط". وعرف افتتاح معرض "موسيقى الحروف" نقاشات هامشية من قبل الفنانين والمهتمين الذين اكتشفوا أسلوب الخطاط. ولد صالح المقبض سنة 1972 في مدينة الأغواط, تعلم قواعد الخط بشكل عصامي قبل أن يتلقى دروسا في المجال على يد خطاطين محترفين, شارك في عدة معارض ومسابقات واختار الحروفية كأسلوب له. يستمر المعرض إلى غاية 5 جانفي من السنة المقبلة.