تتواصل أشغال اليوم الثاني من الدورة ال 28 لقمة الإتحاد الإفريقي اليوم الثلاثاء بأديس أبابا في جلسات مغلقة مخصصة أساسا لإصلاح المنظمة الإفريقية. و تميز اليوم الأول من أشغال قمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي التي تعقد تحت شعار "تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب"، أمس الاثنين بإعادة انتخاب الجزائري إسماعيل شرقي لعهدة ثانية كمفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن و انتخاب التشادي موسى فكي محمد رئيسا لمفوضية الاتحاد الإفريقي خلفا للجنوب افريقية نكوزازانا دلاميني زوما. وشهد نفس اليوم انتخاب رئيس جمهورية غينيا ألفا كوندي رئيسا جديدا للإتحاد الإفريقي لعهدة سنة خلفا للرئيس التشادي إدريس ديبي بالإضافة إلى انضمام المغرب ليصبح العضو ال55 للاتحاد الإفريقي. وشارك الوزير الأول عبد المالك سلال في القمة بصفته ممثلا عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وفي تصريح حول إعادة انتخاب السيد إسماعيل شرقي لعهدة ثانية كمفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن، أكد وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أن هذا يعتبر "انتصار كبير" للجزائر و "اعتراف" بجهودها من أجل السلم و الأمن بالقارة. وألح السيد مساهل قائلا أن "الجزائر لطالما لعبت دورا رياديا في مجال السلم والأمن". وبخصوص انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي ليصبح العضو ال55، أوضح السيد مساهل أن "هناك شروط لانضمام البلدان للاتحاد الإفريقي وأن العقد التأسيسي للاتحاد واضح للغاية بهذا الخصوص"، مضيفا انه يتعين على المغرب "الانضمام إلى هذا العقد التأسيسي روحا ونصا". في تدخل له أمام نظرائه أشاد الرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي بالجهود الرامية إلى تعزيز الإتحاد الإفريقي بحيث صرح قائلا "...سنكون أكثر قوة و قادرين على إسماع صوتنا لباقي العالم". ولدى تطرقه إلى جوانب أخرى دعا السيد كوندي إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان، دعيا إلى التكفل الفعال بشباب القارة. وفي نفس السياق أشارت الرئيسة المغادرة لمفوضية الاتحاد الإفريقي السيدة نكوسازانا دلاميني زوما إلى دور التربية و التشغيل في تحقيق العائد الديموغرافي. من جهته، أشار الأمين العام الجديد لمنظمة الأممالمتحدة السيد أنطونيو غوتيريش الحاضر في القمة إلى أهمية التنمية "الشاملة و الدائمة" كوسيلة "فعالة" و "طريقا ضامنا" من أجل الوقاية من الأزمات و تسييرها بشكل أحسن من أجل التوصل إلى سلم دائم. وأعرب الرئيس الجديد لمفوضية الإتحاد الإفريقي السيد موسى فكي محمد عن التزامه العميق اتجاه إفريقيا من أجل السلم و التنمية في القارة التي "تعيش ظروفا صعبة بالرغم من قدراتها الكبيرة". وردا على سؤال بخصوص أولوياته كرئيس جديد لمفوضية الاتحاد الإفريقي، أكد السيد محمد أن أولوياته هي "تلك المتعلقة بالقارة ألا و هي السلم و الاستقرار و العمل و رفاهية الشعوب الإفريقية". إصلاح الاتحاد الإفريقي أحد المحاور الأساسية تتواصل النقاشات حول محور إصلاح الاتحاد الإفريقي الذي يعد ضرورة ملحة لإعادة تفعيل المنظمة الإفريقية حتى تتمكن من الإستجابة لتطلعات القارة في مجال التنمية و الأمن. وفي هذا السياق ناقش رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي التقرير الذي أعده الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي كلف بملف إصلاح مؤسسات المنظمة الإفريقية. ويهدف هذا الإصلاح "الهام" إلى إضفاء حيوية و فعالية أكبر على الإتحاد الإفريقي لتمكينه من الإستجابة لمتطلبات اندماج و تنمية القارة و تجسيد الأهداف المدرجة في أجندة 2063. ومن بين النقاط المتضمنة في تقرير الإصلاح ترد النقطة المتعلقة بتقسيم أفضل للعمل بين مفوضية الإتحاد الإفريقي و المجموعات الإقتصادية الإقليمية و الدول الأعضاء. من بين الإشكالات المسجلة في إطار هذا الإصلاح المسألة الشائكة المتعلقة بتمويل الإتحاد الإفريقي. و قد أبدى رؤساء الدول و الحكومات موافقتهم على ضرورة إيجاد آليات تمويل داخلية لإفريقيا. و من جهتها، ركزت الجزائر التي دعمت هذه الاصلاحات على الضرورة الملحة لتطبيقها إلا أنها أكدت أن ذلك لن يؤثر على المبادئ الأساسية المتضمنة في ميثاق الاتحاد.