تعتبر عملية استعادة الغطاء النباتي في المناطق المتدهورة أحد أنجع السبل للتصدي لخطر التصحر الذي تعاني منه الجزائر على غرار عدد من الدول حسب ما أجمع عليه عدد من المشاركون في ختام أشغال الملتقى الوطني للتصحر المنظم بولاية الجلفة. و أوضح لواج مدير محطة الجلفة للمعهد الوطني للأبحاث الغابية بن لبيض دنيدينة على هامش الخرجة الميدانية لمناطق التدخل في إطار مكافحة التصحر بأن "الدولة تبذل جهودا معتبرة لاستعادة الغطاء النباتي مستدلا في ذلك لا للحصر عدة مشاريع نموذجية يتم فيها استزراع أنواع مختلفة من النباتات المحلية". وأضاف ذات المختص أن "الغطاء النباتي يمثل دعامة أساسية للتربة لأن المناطق السهبية الجافة والشبه الجافة فيها غطاء نباتي طبيعي يتكون من نباتات دائمة معروف كالحلفاء و السناق والشيح و نظرا لتدهور الأراضي بهذه المناطق بدأت في التراجع وهو ما جعل المعهد الوطني للأبحاث الغابية ممثلا في المحطة المركزية لمكافحة التصحر بدأ يفكر في إعادة استزراع هذه النباتات". وقد تم في ذات الإطار "إنشاء محطة تجريبية بمنطقة "الصدر" ببلدية عين الإبل (20 كلم جنوبالجلفة) حيث تم استزراع بعض النباتات الطبيعية المشكلة للغطاء النباتي السهبي على غرار منابت "الحلفاء" "السناق" و" الشيح" وقد تم تحقيق نتائج إيجابية في عملية العناية بالشتلات حيث قدرت نسبة نجاح استزراع السناق ب 70 بالمائة و30إلى 50 بالمائة بالنسبة لنبات الحلفاء. وتعتبر نجاعة عملية الاستزراع بالمحطة التجريبية مؤشرا إيجابيا في سبيل إعادة الغطاء النباتي وخلق توازن بيئي يضمن كبح زحف الرمال للأراضي الأكثر هشاشة حسب المختصين والعارفين بهذا الميدان. وضمن جهود الدولة في الميدان في سبيل مكافحة التصحر تقوم المحافظة السامية لتطوير السهوب بتدخلات نوعية في هذا الجانب ولها من الخبرة والتجربة ما يعزز مكانتها ويجعلها رائدة في هذا الميدان وهو ما ذكره على هامش هذا الملتقى السيد بخاري لخضر رئيس دائرة التهيئة الرعوية بالمحافظة. وأكد ذات المسؤول الذي شارك في إثراء فعاليات الملتقى و ورشاته الثلاث بأن المحافظة السامية لتطوير السهوب يبرز تدخلها في مكافحة التصحر سواء من خلال البرامج الخاصة من خلال إنشاء المحيطات وغراستها وكذا توفير محميات طبيعية وهي من العمليات الناجحة التي لها عدة إيجابيات في مكافحة زحف الرمال من خلال استعادة الغطاء النباتي بهذه المناطق ناهيك عن توفير العلف للمواشي وهو ما يساهم في خلق نظام بيئي متوازن وضمان أيضا موارد مالية للجماعات المحلية من خلال تأجير هذه المساحات للموالين من طرف البلدية. ومن جهود المحافظة ذكر السيد بخاري حصاد المياه ( تجميعها) من خلال استحداث نقاط لفائدة الموالين من أجل توريد الماشية وكذا عمليات حصر مياه الفيضانات لإنتاج العلف الأخضر وهو ما يعتبر سبيلا كفيلا بعودة الغطاء النباتي ومن ثمة مجابهة زحف الرمال وتقوية قدرات الأراضي المتدهورة وحمايتها بالكامل. للإشارة شارك في فعاليات الملتقى الوطني للتصحر الذي نظم بمبادرة من المعهد الوطني للأبحاث الغابية بالتنسيق مع سفارة جمهورية الصين الشعبية و على مدار ثلاثة أيام خبراء ومختصين و مسؤولي هيئات عمومية وجامعيين وقد خص اليوم الثالث من الأشغال تنظيم خرجة ميدانية لمشروع الغراسة بمنطقة "ورو" وأخرى لمحطة تثبيت الكثبان الرملية بمنطقة "المصران" التي تمتد على مساحة 100 هكتار إلى جانب زيارة ميدانية تستهدف الزعفران التي تعد نموذجا من البلديات التي عانت على الصعيد الوطني من خطر التصحر وعززت فيها الدولة جهودها لمجابهة هذه الظاهرة.