في إطار تفعيل تبادل الخبرات حل بولاية الجلفة وفد من الخبراء البرازيليين في زيارة ميدانية هي الأولى من نوعها، تتعلق بسبل وآليات مكافحة التصحر حيث تسعى المحافظة السامية لتطوير السهوب وبالتعاون مع المعهد الوطني للأبحاث الزراعية لإنجاحها. إذ تم إعطاء الفرصة للوفد الذي يتكون من خمس خبراء متخصصين في مجالات مختلفة يمثلون مؤسستين عموميتين بالبرازيل للإطلاع وعن قرب على عينات للمجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة الجزائرية والمساعي الحثيثة من خلال مختلف البرامج في إطار مكافحة التصحر. وحسب مصادر »أخبار اليوم« فإن المحافظة السامية لتطوير السهوب تعول من خلال هذه الزيارة على تفعيل مبدأ تبادل الخبرات بين الجانبين والاستفادة من التجربة البرازيلية في المجال ذاته، كما تهدف إلى إبراز الإمكانات التي أتاحتها الجزائر في سبيل مكافحة التصحر والوقوف مع الوفد البرازيلي على كل ما من شأنه تفعيل سبل مكافحة التصحر، بانتهاج طرق عقلانية مبنية على أسس علمية حديثة. هذا وكان للوفد البرازيلي وقفه في محطته الأولى بمقر المحافظة السامية لتطوير السهوب بعاصمة الولاية الجلفة أين قام بتقديم وبلغة الأرقام كل ماله صلة بالأبحاث المتصلة بمجال مكافحة التصحر ومجالات أخرى ذات الاهتمام بين الجانبين الجزائري والبرازيلي التي تترجم آفاق التعاون بين البلدين. وتأتي هذه الخطوة بعد أن أضحت مجمل الولايات السهبية الداخلية بالجزائر عرضة لكارثة بيئية حقيقية نسجتها عدة مظاهر وتحولات إيكولوجية كالزحف المتسارع للرمال وتعرض أجزاء هامة من أراضيها لخطر التصحر الشبه التام في بعض النقاط منها، حيث تتضح الصورة وبشكل جلي على مستوى تراب ولايتي الجلفة والأغواط، إذ أضحت جل الأراضي محاصرة بالرمال جراء عوامل التعرية وزوال الأغطية النباتية بسبب الحرث العشوائي للفضاءات المشكلة كدرع واقي لخطر التصحر، إلى جانب ندرة الأحزمة الغابية وتراجع مبادرة إعادة التشجير في الوقت الذي استهلكت فيه مبالغ مالية ضخمة تجاوزت مئات الملايير على مشاريع وهمية لمكافحة التصحر بواسطة التشجير وإعادة غرس فضاءات عشبية تتماشى مع طبيعة البيئة الصحراوية الجافة.