سجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية التركية خلال السنوات الأخيرة حركية خاصة من خلال الشراكات الصناعية في قطاعات عدة و تعزيز المبادلات التجارية. وستتيح الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس التركي، السيد رجب طيب أردوغان إلى الجزائر من 26 إلى 28 فبراير الحالي، للبلدين فرصة تحديد السبل و الوسائل التي تسمح بتطوير تعاونهما الاقتصادي بشكل أكبر بُغية الارتقاء به إلى المستوى الممتاز لعلاقاتهما السياسية و لروابط الصداقة القائمة بينهما. وكان الرئيس التركي قد أعرب خلال استقباله الخميس الماضي لوزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، عن ارتياحه لنوعية العلاقات القائمة بين تركيا و الجزائر المتميزة "بإرادة مشتركة على أعلى مستوى لتعزيز أكثر بما يخدم البلدين". و يشكل المشروع مرحليتين: الأولى التي ستختتم مع نهاية 2018 تخص انجاز ثمان (8) مصانع مدمجة بشكل كلي ومركز أعمال و مدرسة للتكوين في مهن المنسوجات و الحياكة ذات قدرة استيعاب 500 متربص في الدورة. و في قطاع النسيج دائما، تم توقيع بروتوكول اتفاق بين المؤسسة العمومية الوطنية التركية تيكسالغ و الشركة التركية بوينير سانايي أي.أس من أجل استحداث شركة مختلطة لإنتاج مغزولات الصوف و منتجات أخرى نسيجية في مسكيانة (أم البواقي). و ستكون للمصنع قدرة انتاجية تقدر ب 1.000 طن/ سنويا لمغزولات الصوف و الممزجة (الصوف و البوليستير و الاكريليك) في مرحلة أولى ثم 2.000 طن/سنويا خلال العام الثاني و 3.000 ألاف طن/سنويا خلال السنة الموالية. وهناك أيضا شراكة واسعة النطاق وهي توسيع مركب الحديد و الصلب للمفولذة و الدرفلة للمجمع التركي الخاضع للقانون الجزائري "توزايلي أيرون أند ستيل انداستري الجيري" الذي يمتد على مساحة 100 هكتار والمخصص لإنتاج حديد الخرسانة في القطب الاقتصادي بطيوة. و تصل قدرته الإنتاجية إلى 2 مليون طن في السنة ومن شأنه السماح بتقليص استيراد هذه المادة للبناء والاستجابة لاحتياجات العديد من ورشات البناء. و في مجال الطاقة، وقعت شركة سوناطراك في 2017 مذكرة تفاهم مع المجمع التركي "رونيزانس اندستري تيزيسلري انسات سنياي في تيكارات" و "بيغان" من أجل انجاز دراسة جدوى حول مشروع نزع الهيدروجين من البروبان في تركيا و تشمل دراسة الجدوى بالخصوص تصميم و هندسة و تموين و بناء واستغلال هذا المنشأة و إنتاج ما بين 500.000 طن سنويا إلى 750.000 طن سنويا من البوليبروبان في تركيا. و ترغب الشركة الوطنية و شركائها القيام معا بدراسة جدوى مفصلة تتعلق بالمشروع و التقييم سويا لإمكانية استحداث شركة مختلطة بهدف تطويره. و سيسمح التطوير في شكل شراكة لهذا المشروع في تركيا بتوفير فضاء تجاري طويل الأمد للبروبان الجزائري. و موازاة مع ذلك، شهدت أيضا المبادلات التجارية الجزائرية-التركية نوعا من التطور ببلوغه حوالي 4 مليار دولار أمريكي سنة 2017 لكن بميزان تجاري على حساب الجزائر. و احتلت تركيا خلال السنة الفارطة المرتبة ال6 من حيث زبائن الجزائر بصادرات جزائرية بلغت 96ر1 مليار دولار أمريكي أي بزيادة تقدر بأكثر من 45 بالمائة مقارنة بسنة 2016. كما احتل هذا البلد المرتبة ال6 ضمن قائمة الدول الممونة للجزائر التي استوردت من تركيا ما قيمته 2 مليار دولار أمريكي (+ 2ر3 بالمائة).