تجني الجزائر أزيد من 4 مليون دولار من صادرات الفلين و مشتقاته سنويا غير أن هذا الرقم يبقى "أدنى بكثير" من القدرات الحقيقية التي تتميز بها البلاد و لهذا تعمل وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري على الرفع من قيمة صادرات هذه الشعبة بغية المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني، حسبما ذكره الرئيس المدير العام لمجمع الهندسة الريفية، محفوظ بوسكة. وأوضح السيد بوسكة لوأج أنه رغم أن الجزائر تصنف في المركز الثالث من حيث الدول المنتجة للفلين إلا أنها لا تصدر سوى 4 مليون دولار و هو رقم "ضئيل" - حسبه- مقارنة مع الإمكانيات الهائلة التي تحوزها البلاد، مشيرا إلى أن الوزارة الوصية وضعت من خلال مجمع الهندسة الريفية بالبليدة مخططا طموحا للنهوض بهذه الشعبة و المساهمة في الرفع من الصادرات خارج المحروقات . وأضاف ذات المسؤول أن الجزائر صدرت خلال سنة 2017 ما قيمته 4.551.603 دولار من بينها 230.508 دولار قام بتصديره مجمع الهندسة الريفية و 4.321.095 دولار قام بتصديره متعاملون خواص يستثمرون في المجال لافتا إلى أن صادرات الشعبة تتمثل أساسا في سدادات القارورات و المواد العازلة. و ينص هذا المخطط الشامل على عصرنة مشاتل الفلين من خلال تطبيق تقنيات جديدة و السهر على توفير التكوين الملائم للعاملين في الشعبة و إشراك مختلف الهيئات المعنية بإنتاج الفلين وتوسيع حقول الفلين الموجودة بالجزائر و ذلك بالتنسيق مع مصالح إدارة الغابات وتطوير الصناعة التحويلية له وتنويع المنتجات المشتقة منه. كما يتضمن المخطط تسطير برنامج عمل يتم تطبيقه على مدى عدة سنوات لإعادة التشجير و صيانة و حماية مخزون الفلين وتوفير اليد العاملة الكافية و المؤهلة للتكفل بجني الإنتاج و الاعتناء به و تهيئة مخازن الفلين لتحسين شروط التخزين طبقا للمعايير المطلوبة واقتناء تجهيزات و وسائل إنتاج عصرية . و لتحسين قدرات الاستغلال يتضمن هذا الأخير (المخطط) عقد اتفاقيات لتكوين متخصص للناشطين في الشعبة مع كل من المدرسة الوطنية للغابات بباتنة والمراكز التقنية لتكوين أعوان حماية الغابات بجيجل و بني سليمان (المدية) بالإضافة إلى الإدماج الدائم للسكان المحليين و إشراكهم في مختلف البرامج . كما أخذ المخطط بعين الاعتبار الجانب الإعلامي من خلال المشاركة في المعارض الوطنية والدولية أو أية أحداث ذات صلة وتنظيم أيام إعلامية و دراسية لبحث تطوير هذه الشعبة، حسبما كشف عنه الرئيس المدير العام للمجمع. و عكف المجمع أيضا على إجراء فحص شامل للشعبة و العراقيل التي تواجهها ومحاولة إيجاد حلول لهذه المشاكل و وضع مخططات على المديين القصير و الطويل لإيجاد حلول لهذه العقبات. و في إطار تنفيذ هذا المخطط نظم مجمع الهندسة الريفية مؤخرا يوما تقنيا حول الشعبة بالشبلي (شرق البليدة) لتثمين الموارد الطبيعية خارج المحروقات وتكفل أفضل بإنتاج الفلين وخلص هذا اللقاء - وفقا للسيد بوسكة- إلى العديد من التوصيات أهمها بلوغ إنتاج 200.000 قنطار سنويا (90.000 قنطار سنويا حاليا) من خلال تنفيذ عدة إجراءات كتدعيم نظام خاص ما بين المهنيين لمراقبة و تتبع الإنتاج و تحيين دراسات تهيئة مجموع غابات الفلين وإعادة تأهيل حقول الفلين . كما أكد المشاركون في هذا اليوم التقني، من خبراء و مهنيين و إطارات من وزارة الفلاحة و جامعيين متخصصين ومعاهد بحث من مختلف ولايات الوطن ، على ضرورة العمل على ترقية إنتاج الفلين ومشتقاته نظرا للأهمية الاقتصادية و الايكولوجية و الاجتماعية القصوى لهذا المورد الطبيعي و وضعه من بين الأولويات الوطنية و اعتباره موروثا وطنيا نادرا . ولضمان متابعة تطبيق هذه التوصيات التي من شأنها النهوض بإنتاج الفلين و الرفع من قيمة الصادرات تم تنصيب لجنة مشتركة مكونة من مختلف متعاملي الشعبة ، كما خلص اليه المصدر.