استنكرت مسؤولة الاتحاد الوطني للنساء الصحراويات فاطمة المهدي المآسي التي خلفها جدار العار الذي أقامه الاحتلال المغربي وقسم من خلاله العائلات الصحراوية وقالت أنه من أخطر الأحزمة في العالم, لاحتوائه على ملايين الألغام المزروعة التي تبيد الإنسان والحيوان والشجر. جاء ذلك في مقابلة أجراها التلفزيون السلوفيني مع فاطمة المهدي نقلت وكالة الانباء الصحراوية (واص) يوم الأربعاء مقتطفات منها, حيث أبرزت مسؤولة الاتحاد الوطني للنساء أن الشعب الصحراوي "انتظر طويلا من اجل ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال من خلال استفتاء حر ونزيه تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة". وأشارت فاطمة المهدي في حديثها الى أن المناطق المحتلة من الصحراء الغربية محاطة بجدار فصل يعتبر من اخطر الأحزمة في العالم, لاحتوائه على ملايين الألغام المزروعة التي تبيد الإنسان والحيوان والشجر, مؤكدة في هذا السياق أن الاحتلال المغربي يمارس أيضا حصارا إعلاميا خانقا ضد الصحراويين في المناطق المحتلة, حيث يمنع التظاهر السلمي والتعبير الحر ويلجأ في المقابل الى قمع المتظاهرين بقوة السلاح وممارسة شتى أصناف التعذيب والتنكيل وقمع الحريات. من جهة اخرى أشادت فاطمة المهدي ب"دور المرأة الصحراوية المحوري في حرب التحرير, حيث اضطلعت بمهام جوهرية في التثقيف, التعليم, ومواجهة التحديات الصعبة التي يعاني منها الشعب الصحراوي في مخيمات اللاجئين, المناطق المحتلة وفي الشتات". وخلال ثمانينيات القرن الماضي, قامت المملكة المغربية بتشييد جدار فاصل يقسم اراضي الصحراء الغربية ويعبرها من شمالها لجنوبها, بطول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار. وأدى تشييد الجدار إلى فقدان التواصل بين عائلات صحراوية تعيش على جانبيه, كما تأثرت حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق يرعون فيها بماشيتهم ويتزودون منها بالماء. وزرع الاحتلال المغربي ألغام مضادة للأفراد على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار, مما يجعل الصحراء الغربية من أكثر المناطق تلغيما في العالم. وبحسب مصدر صحراوي, فقد زرع المغرب ما بين خمسة إلى عشرة ملايين لغم. ويقول مسؤول الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام عزيز حيدر انه "منذ وقف إطلاق النار قتل وجرح 300 شخص بسبب انفجار الألغام والقنابل العنقودية", والسبب أن "الأمطار تجرف الألغام إلى مناطق يفترض أنها آمنة". وبحسب شهادات مختلفة, قتلت الألغام آلاف الجمال, كما أثرت على حياة النبات والحيوان في المنطقة.