حول المحتل المغربي الصحراء الغربية إلى الدولة رقم واحد من حيث وجود الألغام بها، حيث ووفق تقديرات لتقارير دولية فإن الإحتلال المغربي زرع أكثر من 9 ملايين لغم على الأراضي الصحراوية، حيث تحولت لهاجس يطارد الصحراويين ويهدد حياتهم يوميا، ناهيك عن تأثيراتها على البيئة والحيوانات بالأراضي الصحراوية المحتلة. و يتبع المغرب سياسة استعمارية تستهدف يوميا حياة الصحراويين فلا يكفيه التعذيب والخطف التعسفي والإعتقالات دون محاكمة ، يواصل هذه السياسية بزرع الملايين من الألغام ضاربا بذلك عرض الحائط كل المواثيق الدولية، ويقدر الخبراء والمراقبون أن عدد هذه الألغام بكافة أنواعها يتراوح ما بين 5،7 و9 ملايين لغم مبعثرة على طول وعرض الصحراء الغربية وفي أجزاء ومناطق متعددة من جهتي جدار العار العازل والحدود الصحراوية الموريتانية، جل هذه الألغام زرعتها القوات المغربية بطريقة عشوائية، أما الباقي منها فقد تم إخفاء خرائطه والمثير في الأمر، أن هذه القوات قامت بتسميم الآبار وتدميرها بالموازاة مع ذلك. كما قام الاحتلال المغربي بتلغيم كل المناطق التي يرتادها الصحراويون بما في ذلك لكراير ودفئ شجر الطلح وتحت ظلال شجر الجداري وحسب تقديرات الأممالمتحدة فإن حوالي 100.000 كيلومتر مربع من الصحراء الغربية تأثر بالألغام والقذائف الغير منفجرة نتيجة تراكم سنين من الصراعات والاستعمار. كما أنه وبحسب الخبراء العسكريين، فإن المغرب قام بوضع ألغام مضادة للمركبات داخل وحول الجدار الدفاعي. كما أن هناك حوائط دفاعية ملغومة داخل المنطقة تحت سيطرة القوات المغربية داخل القطاع المحتل وتمتد من بوجدور على شكل هلالي لتشمل السمارة و الكايز ونواحيهم، طولا حتى الحدود المغربية الصحراوية. وهناك ألغام مبعثرة داخل العديد من المناطق القروية والرعوية ك أم دريكة أوسرد و تيرس و الكلتة الى جانب الكايز و الساقية الحمراء و أكويليلات وكذا وادي الشعر . ولازال ضحايا الألغام في تزايد مستمر، ففي منتصف شهر فبراير الماضي هز مدينة العيون انفجار أمام محطة البنزين على اثره تمت اصابة خمسة شبان في مقتبل العمر، كما وجبت الإشارة إلى انه لا توجد هناك تشريعات أو معايير قومية لمكافحة الألغام في هذا البلد. وقد قامت جبهة البوليساريو بتدمير 3181 من مخزونها من الألغام سنة 2007، و بدأت منظمة أهلية بريطانية لمكافحة الألغام ولتوعية الرحل بكيفية اجتنابها. ونتيجة ذلك فانه تم تصفية وتطهير ما يزيد عن 49،765،987 متر مربع من الأراضي الصحراوية بحلول سنة 2008. وفي سنة 2015 و 2016 تمت تنقية 8000 كلم من الطرقات التي صارت أمنة للاستعمال، وتم تدمير الآلاف من الذخيرة غير المستعملة ومئات القنابل العنقودية وأنواع أخرى من الألغام. وأكدت العديد من الهيئات الاممية والحقوقية في العديد من المناسبات على ضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام بهذه الكارثة البيئية خصوصا بعد الزحف العمراني والسيول التي تجرف وتعري هذه الألغام المميتة التي تتسبب في كوارث انسانية. وأمام هذا لا يزال المغرب ممتنعا عن التوقيع على المعاهدة الدولية لمنع و حظر الألغام مستمرا بذلك في إدامة المأساة من خلال جدار العار العازل والألغام بالصحراء الغربية، في حين أن جبهة البوليساريو وقعت على اتفاقية جنيف لمنع الألغام سنة 2005.