توالت ردود فعل الدول الكبرى متأسفة ومحذرة من تداعيات الانسحاب الامريكي الرسمي من الاتفاق النووي المبرم مع ايران, فيما تم اليوم الأربعاء الاعلان عن اجتماع الاثنين المقبل بين وزراء خارجية أوروبيين مع ممثلي عن طهران , للبحث في كيفية الحفاظ على القرار الخاص بالاتفاق النووي مع ايران. وفي ردهم على إدارة الرئيس ترامب التي أبت إلا أن تتخذ مسارا خلافا لمواقف حلفائه الغربيين كبريطانياوفرنسا وألمانيا الداعمين للالتزام بالاتفاق, أعرب القادة الثلاث لهذه الدول , في بيان مشترك, عن "اسفهم" و "انشغالهم" على قرار انسحاب الولاياتالمتحدةالامريكية من مخطط العمل الشامل المشترك", مؤكدين عن التزامهم "المستمر" بالاتفاق الذي يكتسي -كما قالوا- "اهمية خاصة لأمننا المشترك" وذكروا بانه "حظي بإجماع مجلس الامن الدولي". واعتبر القادة الثلاث, ان هذه اللائحة تظل الاطار الدولي "الملزم قانونا" لتسوية الخلافات المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني, داعين جميع الاطراف الى "مواصلة العمل على تجسيده و العمل ضمن روح من المسؤولية". وبهذا الشأن, أوضحت الخارجية الروسية, إن "خطة العمل المشتركة الشاملة, تمثل اتفاقا دوليا بالغ الأهمية لاسيما وأنه تمت المصادقة عليه بقرار مجلس الأمن رقم 2231 الصادر عام 2015 , وإنه ليس ملكا للولايات المتحدة فقط ولكنه إنجاز للمجتمع الدولي كله , الذي أكد مرارا على اهتمامه بالحفاظ عليه وتطبيقه الصارم والمستدام في مصلحة تعزيز السلم والأمن دوليا وإقليميا, وكذلك تعزيز نظام منع انتشار الأسلحة النووية", لافتة إلى التزام إيران بصورة صارمة بكل التعهدات التي تحملتها الأمر الذي تؤكده دوريا الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبخصوص موقف الاتحاد الاوروبي, فقد أكدت وزير خارجية الاتحاد الاوروبي, فدريكا موغريني , مساء أمس, في تصريح مقتضب في ممثلية المفوضية الاوروبية بروما, ان الاتحاد "مصر على الحفاظ " على الاتفاق النووي مع ايران, قائلة ان اتفاق فيينا "يستجيب لهدفه و هو ضمان بان ايران لن تطور اسلحة نووية و الاتحاد الاوروبي مصمم على الحفاظ عليه", و أضافت انها قلقة شخصيا بشان "الاعلان عن عقوبات امريكية جديدة " ضد طهران من طرف ترامب . بدوره , وصف الرئيس الأمريكي السابق, باراك أوباما الذي جرى في عهده إبرام الاتفاق النووي الإيراني, قرار ترامب ب "المضلل جدا" معتبرا أنه "خطأ فادح" من شأنه أن ينال من مصداقية الولاياتالمتحدة في العالم. حيث قال في بيان له "أعتقد أن قرار تعريض الاتفاق النووي للخطر دون أي انتهاك من جانب إيران هو خطأ جسيم", مضيفا "في الوقت الذي نقلق فيه جميعا بشأن نجاح الدبلوماسية مع كوريا الشمالية فإن الانسحاب من خطة العمل المشتركة يهدد بفقدان الصفقة مع إيران والتي تماثل ما نتطلع إليه مع كوريا الشمالية". ويأتي قرار ترامب تنفيذا لوعد قطعه في وقت سابق بالانسحاب من الاتفاق, في حال عدم التوصل إلى صيغة جديدة له وفرض قيود إضافية على إيران رغم المطالب الملحة والضغوط الكبيرة من الدول الموقعة على الاتفاق النووي على واشنطن طيلة الأشهر الماضية وفي مقدمتها حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكيةبريطانياوفرنسا وألمانيا , للالتزام به . للتذكير فان الاتفاق الموقع في يوليو 2015 بفيينا بين ايران و مجموعة ال5+1 (الصين و الولاياتالمتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و روسيا و المانيا) يلزم ايران بعدم البحث عن امتلاك السلاح النووي بقبول التخلص من برنامجها النووي و الغاء كل بعد نووي عنه , و بالمقابل تتحصل ايران عن رفع تدريجي و مؤقت للعقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب هذا البرنامج.