يسترجع الصحراويون يوم الخميس ذكرى الهجوم الذي نفذته القوات المغربية منذ ثمان سنوات في مثل هذا اليوم على المخيم الاحتجاجي السلمي الصحراوي المعروف بمخيم "اكديم ازيك" شرق مدينة العيون المحتلة، والذي "انتهج أرقى أساليب الاحتجاج عندما خيم خارج المدينةالمحتلة المطوقة بجميع تشكيلات القمع المغربية، معبرا عن رفضه لسياسة الاحتلال". وذكرت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) في تقريرها عن الذكرى أن ثمان سنوات مضت لى الحدث والمغرب مازال طليقا، و قد زادت وتيرة انتهاكاته لحقوق الإنسان، وجعل من المناطق المحتلة من الصحراء الغربية سجنا محاصرا، يمنع المراقبين الدوليين من زيارته ويطرد الصحفيين والحقوقيين الذين يريدون الاطلاع على الوضع هناك. أن الذكرى تعيد للأذهان "بشاعة الاحتلال، ويتذكر من تابعوه صورة الاحتلال المغربي البشعة الملطخة بدماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم انتهجوا أسلوبا خاصا وحضاريا يعبرون من خلاله عن إرادتهم ورفضهم للاحتلال البغيض". ففي الثامن من نوفمبر 2010 نفذ الجيش المغربي مستخدما الشاحنات والسيارات وخراطيم المياه والأضواء الكاشفة ومكبرات الصوت والرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع "عمليته الجبانة في حق الأبرياء الذين كانوا ينامون تحت آلاف الخيم التي بنوها طوال ما يقارب الشهر لعل الاحتلال يستجيب لإرادتهم ومطالبهم الشرعية، لكن الاحتلال أبان أنه لا يقيم وزنا للحريات ولا حقوق الإنسان ولا حتى أرواح الأبرياء"، تقول (واص) عن الذكرى المشؤومة. الاحتلال المغربي ورغم الجريمة التي ارتكبها و أدينت بشكل واسع صحراويا ودوليا، ظل بعيدا عن المحاسبة القانونية عليها وعلى الجرائم الأخرى التي ارتكبها في حق الصحراويين منذ احتلاله للصحراء الغربية سنة 1975، وظلت حليفته التقليدية في سفك دماء الصحراويين وتشريدهم فرنسا تدافع عنه بكل قوة وفي أعلى المنابر الدولية، تضيف الوكالة الصحراوية. وأدانت الوسيلة الاعلامية مضاعفة المغرب من "وتيرة ارتكاب جرائمه وانتهاكه لحقوق الإنسان"، مشيرة الى انه "قام بالزج بالعشرات من الصحراويين في السجون المغربية، وكان السجناء السياسيون مجموعة اكديم ازيك - في مقدمتهم حيث تمت محاكمتهم من قبل محكمة عسكرية جائرة أصدرت في حقهم أحكاما قاسية، ليعيش السجناء ظروف السجن وما تنطوي عليه الكلمة من سوء معاملة وحرمان من ابسط الحقوق، وما ترتب عن ذلك من مضاعفات بسبب السجن والإضرابات المستمرة عن الطعام من قبل المجموعة". وقالت ان مخيم اكديم ازيك كان نقطة تحول في مسيرة التحرير للشعب الصحراوي نحو الحرية و الإنعتاق و صرخة مدوية تعكس إرادة صحراوية جماعية لرفض سياسات الاستعمار المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية من تهميش واستيطان ونهب جشع للثروات، في وقت كشف للعالم زيف سياسة الاحتلال ودعايته عن حقوق الإنسان والحريات. وبالمناسبة، ذكرت واص بالنكسات التي تكبدها الاحتلال وسياسته الاستعمارية فعلاوة على انه "لا توجد دولة واحدة تعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية فقد تلقى الكثير من النكسات وفي مقدمتها التأكيد من هيئات ومنظمات وازنة عدم شرعية احتلاله للصحراء الغربية و إنهاء اتفاقيات شراكة معه، و المثال على ذلك الاتحاد الأوروبي من خلال محكمة العدل الأوروبية التي اثبتت ذلك في عدة قرارات".