ستعرف أسعار الخضر والفواكه "انفراجا" مع نهاية شهر نوفمبر الجاري, حسبما أكده لواج المدير العام لضبط النشاطات بوزارة التجارة السيد بكاي السعيد. وأوضح أن الأسعار ستعرف تحسنا معتبرا بعد دخول الإنتاج الجديد المتواجد على مستوى البيوت البلاستيكية مرحلة الجني, خاصة وأن القطاع يعمل حاليا على ثلاث جبهات من أجل إعادة التوازن للأسواق والمساهمة في عقلنة الأسعار وتفادي المضاربة (أسواق الجملة, أسواق التجزئة, نظام الضبط). وفي هذا الإطار ترأس وزير التجارة محمد جلاب يوم الثلاثاء الماضي اجتماعا ضم كل مدراء القطاع والمدراء الجهويين أين أعطى توجيهات تصب في سياق منع المضاربة في الأسعار. ومن ضمن هذه التوجيهات أكد الوزير على ضرورة تخصيص فرق للرقابة تسهر على التأكد من إعلان التجار للأسعار الفعلية, ومتابعة مسار المنتجات الفلاحية من أسواق الجملة نحو أسواق التجزئة للحد من الوسطاء. إلى جانب ذلك, كلف الوزير مصالحه بمتابعة البحث عن أسباب الخلل التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بغض النظر عن التفسيرات المتعلقة بهذه الفترة من السنة والتي تعرف ب "فترة الفراغ", كونها خارج أوقات ذروة الإنتاج. وحسب نفس المصدر يتم حاليا الاعتماد على ضبط هذا السوق عبر نظام ضبط المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع (سيربالاك)syrpalac. ويعتمد نظام "سيربالاك" الذي شرع في استخدامه منذ سنة 2008 على نظام تخزين المنتجات خلال مواسم الذروة بهدف حماية المساحات المزروعة وحماية المنتوج الوطني والفلاح في حالة وفرة الإنتاج , أين يخزن المنتوج الفائض ويستعمل في الفترات خارج المواسم لضبط السوق. وتم تخزين في هذا الإطار 100.000 طن من منتوج البطاطا خلال الموسم السابق, أين سيتم إخراج هذه المخزونات خلال الاسابيع المقبلة بالتنسيق بين مصالح وزارتي التجارة والفلاحة و وفق برنامج محدد يوضع لكل فلاح حتى يطرح منتوجه في السوق في الوقت المناسب للحفاظ على الوفرة. ويتم متابعة هذه العملية من طرف الخلايا المنشأة لهذا الغرض على مستوى كل ولاية إلى جانب فرق الرقابة. أما بالنسبة لوضعية أسواق التجزئة المغطاة وغير المستغلة عبر عدة ولايات, قال السيد بكا أن القطاع يعمل على "إحصاء المساحات التي تتواجد بها هذه الأسواق المنجزة منذ سنوات وغير المستغلة, من أجل تهيئتها ومعالجة أسباب عدم استغلالها". ويتم إنجاز دراسة خاصة للتحقيق في أسباب عدم استغلال هذه المنشآت, أين سيتم وضع هذه الأسواق في الخدمة فور إزالة العراقيل التي حالت دون استغلالها . وتتواجد عبر بلديات الوطن عدة أسواق للتجزئة, تم إنجازها بميزانيات معتبرة منذ سنوات دون استغلالها في النشاط التجاري إلى اليوم. وحسب السيد بكاي فإن افتتاح هذه الأسواق سيكون همزة الوصل بين برنامج إنجاز أسواق الجملة و وإعادة تأهيل أسواق التجزئة مما يسمح بالتحكم في مسار تدفق الخضر والفواكه وأسعارها. وتتلقى مصالح الوزارة تقارير يومية عن أسعار كل المنتجات في السوق بأنواعها وأسباب ارتفاعها في فترات معينة من السنة, بحيث تواصل العمل على محاربة الوساطة والمضاربة في الأسعار, يتابع نفس المسؤول. ==المجلس الوطني ما بين المهن لشعبة الدواجن سيساهم في ضبط الاسعار== وفيما يخص الارتفاع المعتبر لأسعار اللحوم البيضاء في السوق سيما الدجاج, كشف نفس المسؤول أن وزارة التجارة أجرت تحقيقات لمعرفة أسباب ارتفاع أسعار الدجاج , والتي عرفت زيادة تقدر ب 14 في المائة عن الأسعار خلال نفس الفترة من السنة الماضية . وكشفت التحقيقاتي حسب المدير العام لضبط النشاطاتي أن ارتفاع أسعار الدجاج راجع الى كثرة عدد الوسطاء المتدخلون في المهنة وعدم تنظيم المهنة عموما, مبرزا ان هذا الوضع سيعرف تحسنا ملموسا بعد تأسيس المجلس الوطني ما بين المهن لشعبة الدواجن. ومن جانب آخر توصل التحقيق إلى عدة أسباب أخرى تؤثر بشكل موسمي على أسعار الدواجن, على غرار الاستمرار في استعمال الطرق التقليدية للتربية, والتي تتسبب في وفاة الدواجن خلال الفترات التي تعرف انخفاضا حادا في درجات الحرارة. كما تطرقت نتائج التحقيق الى ارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة بالدواجن والعدد الضئيل للولايات التي تمارس هذا النشاط. وأدى ارتفاع قيمة اللحوم الحمراء والأسماك خلال هذه الفترة من السنة إلى مضاعفة الإقبال على اللحوم البيضاء مما أثر على العرض وبالتالي الأسعار, يتابع السيد بكاي.