أعيد يوم السبت فتح مطبعة و مكتبة موقان الواقعة بمحاذاة ساحة "التوت" بقلب مدينة البليدة و التي تعد أقدم مطبعة بالمغرب العربي وسط استحسان كبير لرواد المكتبات الذين غصت بهم هذه المنشأة الثقافية. و أشرف على افتتاح هذه المطبعة التي تعد كذلك أول مطبعة تنشأ في الجزائر خلال العهد الإستعماري إلى جانب السلطات المحلية سفير فرنسابالجزائر, كزافيي دريانكور, الذي أعرب عن "ارتياحه الكبير و سعادته الغامرة لإعادة فتح هذه المنشأة" التي أنشأها الفرنسي ألكسندر موغان سنة 1857م. و بعدما طاف بمختلف مرافق هذه المنشأة التي تضم أكثر من 4300 مؤلف أغلبها نادرة و لا توجد بأي مكتبة أخرى بحيث تعود تواريخ إصدارها إلى سنوات الخمسينيات, قدم سفير فرنسا تشجيعاته للقائمين على هذا الصرح الثقافي و تشكراته للجهود المبذولة في مسعى إعادة فتح هذه المطبعة خاصة مع العلم أنه "أمر جد صعب في ظل التطورات التكنولوجية و عصر الوسائط المتعددة" تقول مسيرة المطبعة, سهيلة لونيسي, لوأج. و استحسن الكثير من رواد المكتبات و من مختلف الفئات العمرية التي غصت بهم هذه المكتبة التي تعد من أحد أشهر المباني الأثرية التي تحتضنها مدينة البليدة إعادة فتحها حيث استذكر الكثير منهم ذكريات الطفولة كما أوضحه لوأج السيد مصطفى في السبعينات من عمره, الذين كان يرتادها مع المرحوم والده. من جانبها استحسنت النخبة الفكرية الممثلة في كل من الكاتبة ميساء الباي و الكاتبين محمد صاري المختص في تأليف الكتب التاريخية و مصطفى بن فوضيل الذين نشطوا أمسية أدبية بالمناسبة إعادة فتح هذه المكتبة التي "من شأنها تنشيط الحقل الثقافي بالولاية", كما قالوا. و في هذا الصدد قالت السيدة لونيسي "أنه حان لمدينة البليدة أن يكون لها حصتها من المقاهي الأدبية على غرار ما ينظم بالجزائر العاصمة و المدن الكبرى كاشفة في السياق عن "برنامج يقضي بتنظيم أمسيات أدبية و أخرى شعرية بصفة دورية لتقريب الكاتب من قرائه و الاحتكاك فيما بينهم". و أضافت "لقد أردنا من وراء هذه الخطوة إزاحة الغبار عن الكتب القيمة التي تتوفر عليها المكتبة و وضعها تحت تصرف شبابنا و قرائنا" داعية بالمناسبة محبي الكتب و القراءة إلى ارتياد هذا الفضاء جعل منه "خلية نحل" خاصة و أنه سبق و أن شكلت هذه المكتبة خلال العهد الإستعماري الملاذ الوحيد لمحبي القراءة من الجزائريين المولوعين بالمطالعة.