أكد يوم الخميس عدد من المجاهدين و مؤرخين أن إحياء الذكرى ال61 لمعركة سوق أهراس الكبرى التي جرت ذات ال26 أبريل 1958 يمثل وقفة تأمل وأمل ومناسبة لاستحضار الأمجاد الأصيلة والبطولات التي خاضها الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي. وأبرز الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العربي أوذاينية في كلمة ألقاها بمقبرة الشهداء بالمناسبة بحضور سلطات الولاية المدنية والعسكرية ومجاهدين بأن تلك المعركة تمثل فرصة لاستلهام دلالاتها الرمزية موضحا بأن تلك المعركة امتزجت فيها دماء أبناء الجزائر من كل أرجاء البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا. وأضاف أن تلك المعركة أفشلت مخططات فرنسا في فصل المناطق الحدودية عن الداخلية رغم استخدامها أعتى الأسلحة مذكرا أن تلك ن أأن المعركة التي سقط فيها 639 شهيدا وقتل خلالها 300 من عساكر فرنسا وجرح 700 آخر تبقى راسخة في ذاكرة من عايشوا أحداثها من مجاهدين ومواطنين. من جهته أوضح المجاهد حمانة بولعراس رئيس جمعية الناجين في تلك المعركة في كلمة ألقاها بوادي الشوك مكان وقوع تلك الملحمة بأن الوقت قد حان لإبراز جهود التناسق بين الأجيال أصبح لزاما على المجاهدين -كما قال- محاربة النسيان لأنه كلما فارق الحياة شاهد على الثورة يحمل معه جزءا من التاريخ وفي كل قبر يدفن معه منبع للذاكرة. بدوره ذكر المجاهد حمة شوشان أن تلك المعركة ولشدة ضراوتها وصلت إلى حد الاشتباك والالتحام بالسلاح الأبيض مضيفا بأنها برهنت لفرنسا الاستعمارية بأن جيشها لم يكن يواجه جماعات من المتمردين كما كانت تدعي و لكن يواجه جيش للتحرير الوطني فيما أوضح المجاهد الطيب زديرة رئيس جمعية معطوبي حرب التحرير الوطني بأن قوات الجيش الفرنسي التي كانت حاضرة وقتها في المعركة لم تفهم ما الذي حصل حيث وقع الكثير من جنود فرنسا في فخ المجاهدين رغم أنهم كانوا أكثر عددا و عدة. وبالمناسبة ذكر المجاهد صالح محفوظية في شهادته التي قدمها بموقع المعركة بحضور جمع غفير الطلبة والمواطنين بأن تلك المعركة التي استمرت أسبوعا كاملا أسهمت فيها قوات الفيلق الرابع لجيش التحرير الوطني التي كانت متجهة نحو الولايات الداخلية لإمدادها بالأسلحة والذخيرة الحربية . أما الأستاذ عثمان منادي من جامعة سوق أهراس فأوضح بأن تلك المعركة حققت البعد الوطني للثورة التحريرية حيث امتزجت فيها دماء 639 شهيدا من مناطق كثيرة من الوطن على غرار جيجل وسكيكدة والمسيلة فيما أشار الأستاذ ياسين خذايرية من نفس الجامعة بأن معركة سوق أهراس الكبرى قد انطلقت من منطقة وادي الشوك ذات السلاسل الجبلية الكثيفة ما أدى بقيادة الفيلق الرابع لجيش التحرير الوطني إلى التركيز على عبور الخط الرابط بين عين مازر بالقرب من ساقية سيدي يوسف (تونس) نحو قرية جبار عمر ثم وادي الشوك إلى عين سنور والمشروحة إلى غاية وادي الشحم والدهوارة بولاية قالمة المجاورة. قبل ذلك ترحمت سلطات الولاية رفقة مجاهدين شاركوا في تلك المعركة من ولايات كل من قالمة وعنابة وبجاية على أرواح الشهداء بروضة الشهداء بعاصمة الولاية حيث تم قراءة فاتحة الكتاب ورفع العلم الوطني ليتم بعدها دفن رفات 4 شهداء شاركوا وقتها في تلك الملحمة فضلا عن تكريم بعض المجاهدين الذين عايشوا الحدث.