أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني لدى اشرافه على الذكرى ال 60 لمعركة واد الشوك معقل القاعدة الشرقية أن معركة واد الشوك « زعزعت أركان المستعمر وآلاته الجهنمية وحطمت كبريائه على صخور جبال سوق أهراس الشاهقة» و كشفت كذلك عن «تجدر روح المقاومة في كل الفترات وفي كل ربوع الجزائر التي كللت بتاج الحرية والاستقلال «. و شدد زيتوني على ضرورة إشراك الأجيال القادمة في مسؤولية الحفاظ على تاريخنا الوطني وحفظ الذاكرة الوطنية التي تعتبر ركائز ودعائم الأمة ،مشيرا إلى أن الوصاية تسير بخطى ثابتة «لترسيخ قيم نوفمبر ،في الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي ، وتأمين الحضور الحقيقي لثورة أول نوفمبر في كل المجالات، إلى جانب تدعيم الذاكرة الوطنية بتسجيل مختلف الشهادات الحية والأفلام الوثائقية وإصدار الكتب التاريخية «.وفي كلمة للأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العربي أوذاينية ، ذكر بان المعركة امتزجت فيها دماء واختلطت فيها أشلاء أبناء الجزائر من كل أرجاء البلاد شرقا وغربا – شمالا وجنوبا عربا وقبائلا وتوارق وشاوية وبني مزاب وهو ما يؤهلها لأن تكون رمزا للوحدة الوطنية وشعارا للتلاحم الثوري.المعركة التي استمرت أسبوعا كاملا انطلاقا من منطقة ويلان بالقرب من سوق أهراس لتتوسع إلى أعالي حمام النبايل بقالمة ، قادها رجال واجهوا بصدور عارية الاستعمار الفرنسي وأفشلوا مخططاته في فصل المناطق الحدودية عن المناطق الداخلية رغم استخدامه لأعتى الأسلحة وحتى المحرمة منها دوليا حسب أوذاينية، موضحا بأن هذه المعركة التي سقطت فيها 639 شهيد وقتل خلالها ما لا يقل عن 300 من جنود الاستعمار وجرح 700 آخر - تبقى راسخة في ذاكرة من عايشوا أحداثها من مجاهدين ومواطنين. شارك في هذه المعركة الفيلق ال 9 وال 14 للمظليين والفيلق 8 و28 للمدفعية بعيدة المدى والفيلق 26 و151 و152 مشاة ميكانيكية وهي وحدات لها «تاريخ عسكري ومن أشرس الفرق العسكرية الفرنسية» التي شاركت في الحربين العالميتين الأولى والثانية وحرب الهند الصينية . أما رئيس جمعية الناجين من معركة سوق أهراس الكبرى المجاهد حمانة بولعراس فأوضح في كلمته بأن المواجهة اندلعت في مكان غير بعيد عن منطقة الزعرورية وبالتحديد في وادي الشوك بمنطقة جبلية ذات سلاسل جد كثيفة وأودية صعبة الاجتياز وكهوف يصعب التنقل فيها الشيء الذي أدى بقيادة الفيلق الرابع لجيش التحرير الوطني إلى التركيز على عبور الخط الرابط بين «عين مازر» قرب ساقية سيدي يوسف التونسية نحو قرية «جبار عمر» ثم وادي الشوك إلى عين سنور فالمشروحة بولاية سوق أهراس حاليا إلى وادي الشحم و حتى الدهوارة بولاية قالمة .واعتبر المجاهد بولعراس بأنه وبعد 60 سنة من استرجاع السيادة الوطنية فإن الوقت قد حان لتثمين جهود التناسق والتفاعل بين الأجيال حيث أنه أصبح لزاما على المجاهدين وصناع الثورة محاربة غياهب النسيان لأنه كلما فارق الحياة شاهد على الثورة يحمل معه جزءا من التاريخ وفي كل قبر يدفن معه منبع للذاكرة.