سيتم تكوين 30 شابا في مجال تثمين حرفة التأثيث باستخدام سعف النخيل (أوراق النخيل ريشية الشكل وخشنة الملمس) التي تعد واحدة من الحرف التقليدية التي مارسها سكان ورقلة في القديم، كما أفاد اليوم الاثنين مسؤولو جمعية القصر للثقافة والإصلاح. وتشمل عملية التكوين لهؤلاء الشباب من كلا الجنسين التي ستنطلق "قريبا" مقياسي البناء التراثي و التأثيث باستخدام منتجات النخيل حيث سيتلقون على مدى 18 شهرا دروسا نظرية و تطبيقية في كيفيات استخدام مواد البناء المحلية وكذا كيفيات صناعة الأثاث المنزلي من سعف النخيل وذلك على مستوى الجمعية بالتنسيق مع مركز التكوين المهني سليماني عمر (بلدية عين البيضاء)، مثلما اوضح ل"وأج" رئيس الجمعية. ويتحصل المتكوّنون في نهاية هذا البرنامج التكويني الذي سيؤطره أساتذة متخصصون من قطاع التكوين والتعليم المهنيين شهادات تمكنهم مستقبلا من إنشاء مؤسساتهم، إلى جانب مساهمتهم في أشغال ترميم وإصلاح المعالم الثقافية والتراثية، حسب ما ذكر السيد حسين بوغابة. و اعتبرت بالمناسبة نقص اليد العاملة المؤهلة إلى جانب صعوبة تسويق هذا النوع من منتجات الحرف التقليدية و زهد أثمانها مقارنة مع التعب و الجهد اللذان تتطلبانه قد أدى إلى هجرها بالرغم من الأهمية التراثية التي تكتسيها هذه الحرفة. "أقوم بصنع سلل و أدوات أخرى و ديكورات المنازل تتطلب مني فترات تصل في بعض الأحيان إلى 60 يوما من العمل الدؤوب غير أنني و لحاجتي المادية أضطر لبيعها بمبلغ لا يتجاوز 2.000 دج في حين أن ثمنها الحقيقي يتجاوز 7.000 دج"، تضيف عائشة التي شرعت في ممارسة هذه المهنة قبل عشرين سنة. و أبرزت بالمناسبة ضرورة توفير فرص التكوين في هذه الحرفة لفائدة الشباب و الشابات لجعلها أكثر مواكبة للعصر وأكثر جذبا للزبائن، معربة في نفس الوقت عن أملها في فتح فضاءات لعرض هذه المنتجات التي أصبحت رافدا من روافد السياحة الصحراوية. و يحرص عديد الحرفيين بالمنطقة على ابتكار أشكال جديدة على منتجات سعف النخيل بتغيير شكل تصاميمها أو إدخال ألوان جديدة عليها، مما يستدعي الإهتمام أكثر بهذه الحرفة و تثمينها وأيضا تطويرها باعتبارها واحدة من مميزات الثقافة والتراث المادي لسكان المنطقة.