تمت ملاحظة تباين كبير في مجال تطبيق الأسعار المرجعية التي أقرتها الحكومة من أجل وضع حد للمضاربة في أسعار المنتجات الاستهلاكية خلال شهر رمضان عبر مختلف أسواق ولاية قسنطينة. و دون إحداث مفاجأة تظل الأسواق الواقعة في الأحياء الشعبية مثل دقسي عبد السلام و بوذراع صالح و القماص و الكيلومتر الرابعوسوق العصر الأكثر جاذبية من حيث الأسعار المطبقة بها و التي توصف بأنها "معقولة" من طرف المستهلكين الباحثين عن "أفضل الصفقات". فبهذه الأسواق حيث تمتزج التجارة الشرعية مع تلك الموازية دون أن تطرح أي مشاكل تنافسي أمام التجار المعتمدين الذين ينشطون في تخصصات لا حصر لها "يتم تطبيق قرار الحكومة بحذافيره"، حسب ما لوحظ. فبسوق حي بوذراع صالح و دقسي عبد السلام أو القماص تباع البطاطس خلال اليوم الثالث من الشهر الفضيل ب45 دج للكلغ الواحد و يتراوح سعر الكوسة بين 70 و 80 دج و الخس بين 60 و 65 دج أو حتى أقل و الطماطم بين 95 و 110 دج للكلغ الواحد و الفلفل ب65 دج للكلغ و الجزر بدءا من 50 دج. و لا تعد أسعار الخضر بهذا السوق جد مرتفعة عن تلك المطبقة بسوق بومزو بوسط المدينة حيث يقترح الموز ب280 دج للكلغ الواحد و 500 دج للبرتقال و أكثر من 270 دج للفراولة دون الحديث عن باقي عينات الفواكه المستوردة مثل التفاح و الإجاص و الكيوي التي لا يتجرأ المستهلك حتى على السؤال عن ثمنها. و فيما يتعلق باللحوم الحمراء (بقر و غنم) فتتراوح أسعارها بين 1500 و 2000 دج للكيلوغرام الواحد و هي الأسعار التي تظل "غير مبررة" بالنسبة للمستهلكين لاسيما -حسب ما أعربوا عنه- و أن الحكومة بذلت كل الجهود من أجل تمكين الجزائريين من تمضية شهر رمضان "رحيم" من حيث الأسعار. و يؤكد تجار بهذه الأسواق من جهتهم بأن غلاء الأسعار بسوق الجملة للخضر و الفواكه هو الذي يلهب الأسعار و هي "الحجة" التي نفاها بشكل قاطع تجار الجملة الذين يعرضون سلعتهم بسوق المنطقة الصناعية لقسنطينة بأسعار معقولة (البطاطس ب45 دج و الكوسة بين 50 و 60 دج للكلغ الواحد و الطماطم بين 65 و 80 دج.) وسخرت مديرية التجارة بمناسبة الشهر الفضيل جميع موظفيها (حوالي 80 فرقة لمراقبة النوعية و التحقيقات الاقتصادية) من أجل إحباط أي محاولة غش أو تجاوزات أخرى مرتكبة من طرف التجار حسب ما صرح به لوأج مدير التجارة بالنيابة السيد، عزوز قوميدة مؤكدا بأن الأسعار ستبدأ في الاستقرار بدءا من اليوم الخامس للشهر الفضيل. و بعد أن أفاد بأنه لا يمكن اعتبار الأسواق التي تمارس "المبالغة في الأسعار" مرجعا في الممارسة التجارية بالولاية أكد ذات المسؤول بأن المصالح المعنية تعمل على رفع جميع المخالفات الملاحظة قبل اللجوء إلى الفعل. و بعد أن تحدث ذات المسؤول عن فتح سوق باريسية بمقر الإتحاد العام للعمال الجزائريين بوسط مدينة قسنطينة يضم منتجين و تجار جملة و موزعين بأسعار "مدروسة"، أوضح بأنه تم وضع عدة تدابير مرافقة من أجل تعزيز الأسواق الواقعة بالمناطق العمرانية التي تم شغلها حديثا بالمدينتين الجديدتين علي منجلي و ماسينيسا على وجه الخصوص.