تعمل ولاية تيزي وزو في السنوات الأخيرة على عملية تنشيط وإعادة هيكلة شعبة الزيتون بهدف تحسين إنتاج زيت الزيتون نوعا وكما. و تتوفر الولاية التي تعد منطقة جبلية متخصصة في زراعة الأشجار المثمرة على تربة مثالية لتنمية زراعة الزيتون حسبما ذكره المدير المحلي للمصالح الفلاحية، العايب مخلوف، الذي سطر منذ تنصيبه مخططا لبلوغ هذا الهدف من خلال إشراك جميع المتدخلين في هذه الشعبة من مهنيين و منظمات مهنية ومعاهد في التكوين الفلاحي و كذا الجامعة. كما تطمح مديرية المصالح الفلاحية إلى التقليل من ظاهرة الموسمية و ذلك على المدى الطويل وذلك بفضل اعتماد ممارسات جيدة في الزراعة والحصاد و زيادة الوعي والتكوين طويل المدى لتشجيع مزارعي الزيتون على تغيير ممارسات معينة تؤثر على الأداء. ووفقًا للسيدة حاجيه، فإن ظاهرة التناوب في إنتاج الزيتون هي ظاهرة فيزيولوجية تؤكدها عدة عوامل منها الافتقار إلى صيانة البساتين (الإخصاب والتشذيب والحرث ومعالجات الصحة النباتية والري) ، استخدام المضرب (الذي يعمل على تدمير البراعم الصغيرة التي تحمل إنتاج الموسم القادم)، والظروف الجوية السيئة. ويلعب المعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص لبوخالفة دورا رئيسيا في هذا التوجه من خلال توفير دورات تكوينية منتظمة في زراعة الزيتون في العديد من المواضيع، حسبا ذكره مدير هذه المؤسسة،تامن سعيد، مؤكدا انه و"بسبب مساهمة المعهد الفعالة في النهوض بقطاع الفلاحة و بالخصوص شعبة الزيتون تم اقتراحه لاحتضان مخبر لتحليل زيت الزيتون و المصادقة عليها". و شكل الجانب التكويني أحد الانشغالات الرئيسية للمجلس المشترك بين فروع زراعة الزيتون لتيزي وزو الذي أنشأ في يناير الماضي خمس مدارس ميدانية حول زراعة الزيتون تهدف إلى تحسين إنتاج الزيتون المحلي تتواجد في بلديات مكودة وبني دوالة وعزازقة و بوغني ومعتقة. و يتعلق الأمر بمواقع تكوينية جهوية للفلاحين الذين يمكنهم تعلم الممارسات الجيدة لتحسين مردودية بساتين الزيتون و إنتاج زيوت عالية الجودة. و في السياق أوضح رئيس المجلس المشترك بين فروع زراعة الزيتون لتيزي وزو، مراد عبدلي، أن "هؤلاء يؤطرهم متخصصون يقدمون دورات في عدة مواضيع من بينها الإخصاب والحرث والري والتشذيب ومعالجة الصحة النباتية والحصاد". إن تطوير شعبة الزيتون وخصوصًا جودة زيت الزيتون ومطابقتها للمعايير المحددة من قِبل المجلس الدولي للزيتون لإنتاج زيت بكر وبكر ممتاز، من شأنه أن يساهم على وضع زيت الزيتون الجزائري في السوق الدولية، حسب ما قاله العايب مخلوف. وفي هذا الصدد، قامت مديرية المصالح الفلاحية بوضع على مستوى الوزارة الوصية في ديسمبر 2018 طلبًا للحصول على شهادة للحصول على وسم مؤشر جغرافي لزيت الزيتون لآث غوفري تحت الاسم الجغرافي "أشفالي ناث غوفري". و يتعلق الأمر بزيت الزيتون المنتج في منطقة جغرافية تضم تسع بلديات موزعة على دائرتي بوزغن و عزازقة توفر إمكانات لزراعة الزيتون تقدر مساحتها ب3294 هكتارًا من بساتين الزيتون و 41 معصرة للزيت فيما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي بأكثر من5ر1 مليون لتر حسب أرقام السيدة حاجيه، عضو لجنة الوسم. و يشمل هذا التصنيف المنتجين (مزارعي الزيتون والعصائر) في مسعى إنتاج زيت وفقًا للمعايير الدولية من خلال دفتر شروط يحدد المسار التقني للإنتاج ، مثل الحجم و الحصاد الذي يجب القيام به وفقًا للمعايير للحصول على زيت عذراء أو غيرها من الأنواع، فترة الحصاد التي يجب القيام بها في مرحلة عندما تكون الثمار خضراء و تميل إلى الأرجواني و التخزين في صناديق و عصر الثمار التي يجب أن تكون في غضون ال48 ساعة ، عملية السحق التي يجب أن تتم في فترة ما بين 30 و 45 دقيقة وعند درجة حرارة 27 إلى 28 درجة مئوية ، استنادا لذات المصدر. و بعدما أشار إلى أن صادرات زيت الزيتون المنتج في تيزي وزو قد تمت بالفعل بشكل فردي، أكد المدير المحلي للمصالح الفلاحية أن تنظيم عملية التسويق للذهاب إلى التصدير هو الحلقة الأخيرة لهذا المخطط التنموي لشعبة الزيتون. ولهذا ألح على أهمية إنشاء تعاونيات تشتري زيت الزيتون من المنتجين الأعضاء و تضمن بذلك متابعة ممارسات الإنتاج.