شكل رهان الرفع من مساحة زراعة الزيتون أحد أهداف مخطط عمل مديرية المصالح الفلاحية لتطوير شعبة الزيتون بتيزي وزو، التي تعد منطقة لزراعة الزيتون بامتياز بسبب تضاريسها الجبلية التي تتناسب مع هذه الزراعة من جهة، وكذا المهارة التي يتمتع بها مزارعو الولاية، ضف إلى ذلك عدد المعاصر الهامة التي تحصيها. وفي هذا الصدد، سطرت ذات المصالح مخططا يرمي لرفع مساحة بساتين الزيتون إلى حدود ال50000 هكتار خلال الخمس سنوات القادمة، علما أنها تقدر حاليا ب38.650 هكتار، حسب ما أعلنه العايب. وأوضحت المكلفة بشعبة الزيتون على مستوى مديرية المصالح الفلاحية، حاجيه سامية، أن بساتين الزيتون بتيزي وزو التي يغلب عليها صنف شملال (باحتلاله نسبة 90 بالمائة من بساتين الزيتون في الولاية)، تحتل مساحة 70 بالمائة من مساحة الأشجار المثمرة بالولاية. ويبلغ عدد المستثمرات الفلاحية الخاصة بزراعة الزيتون 391 مزرعة بمعدل استغلال أقل من هكتارين في المزرعة الواحدة. وسيتم تحقيق هذا الهدف بفضل برنامج الزراعة والتطعيم الممنوح للولاية من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري بناءً على طلب من الفلاحين أنفسهم، بحيث يشتمل هذا البرنامج على تطعيم 181.000 شتلة زيتون وغرس 340.000 شجيرة زيتون. وتطلب تمويل هاتين العمليتين من الصندوق الوطني للتنمية الريفية ودعم مربي المواشي والمستثمرات الفلاحية الصغيرة ميزانية إجمالية قدرها 240ر95 مليون دج، وفقًا للأرقام التي قدمتها مصالح مديرية المصالح الفلاحية. وبالإضافة إلى زيادة مساحة زيت الزيتون، يتوقع العايب ايضًا تحسين محصول زيت الزيتون حيث تنتج شجرة الزيتون أربعة لترات من الزيت، في الوقت الذي تتوفر فيه الولاية على أكثر من 4.415.236 شجرة زيتون. إذا استطعنا زيادة محصول لتر واحد لكل شجرة والحصول على خمسة لترات من الزيت لكل شجرة زيتون بدلاً من أربعة، فسنحصل على أربعة ملايين لتر من زيت الزيتون وبالتالي فإن إنتاج الولاية سيرتفع من 12/13 مليون لتر سنويا إلى 17 أو 18 مليون لتر سنويا ، حسب ما أكده ذات المسؤول. ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تقليم الثمار وصيانة البساتين ومكافحة الآفات، وكذا أيضًا عن طريق جني الثمار باليد حتى لا تتلف براعم الموسم المقبل، وفق ما أوضحه ذات المسؤول، الذي أشار إلى أن هذه العملية ستتم بمشاركة معاهد متخصصة مثل المعهد التقني لمزارعي الفاكهة والكروم والمعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص لبوخالفة والجامعة والمجالس المهنية المشتركة الذين يعدون شركاء مديرية المصالح الفلاحية. كما تطمح مديرية المصالح الفلاحية إلى التقليل من ظاهرة الموسمية وذلك على المدى الطويل، وذلك بفضل اعتماد ممارسات جيدة في الزراعة والحصاد وزيادة الوعي والتكوين طويل المدى لتشجيع مزارعي الزيتون على تغيير ممارسات معينة تؤثر على الأداء. عدم صيانة البساتين من أسباب نقص المنتوج ووفقًا لحاجيه، فإن ظاهرة التناوب في إنتاج الزيتون هي ظاهرة فيزيولوجية تؤكدها عدة عوامل منها الافتقار إلى صيانة البساتين (الإخصاب والتشذيب والحرث ومعالجات الصحة النباتية والري)، استخدام المضرب (الذي يعمل على تدمير البراعم الصغيرة التي تحمل إنتاج الموسم القادم) والظروف الجوية السيئة. ويلعب المعهد التكنولوجي الفلاحي المتوسط المتخصص لبوخالفة دورا رئيسيا في هذا التوجه من خلال توفير دورات تكوينية منتظمة في زراعة الزيتون في العديد من المواضيع، حسب ما ذكره مدير هذه المؤسسة، تامن سعيد، مؤكدا انه وبسبب مساهمة المعهد الفعالة في النهوض بقطاع الفلاحة وبالخصوص شعبة الزيتون تم اقتراحه لاحتضان مخبر لتحليل زيت الزيتون والمصادقة عليها. وشكل الجانب التكويني أحد الانشغالات الرئيسية للمجلس المشترك بين فروع زراعة الزيتون لتيزي وزو الذي أنشأ في جانفي الماضي خمس مدارس ميدانية حول زراعة الزيتون، تهدف إلى تحسين إنتاج الزيتون المحلي تتواجد في بلديات مكودة وبني دوالة وعزازڤة وبوغني ومعتقة. ويتعلق الأمر بمواقع تكوينية جهوية للفلاحين الذين يمكنهم تعلم الممارسات الجيدة لتحسين مردودية بساتين الزيتون وإنتاج زيوت عالية الجودة. وفي السياق، أوضح رئيس المجلس المشترك بين فروع زراعة الزيتون لتيزي وزو، مراد عبدلي، أن هؤلاء يؤطرهم متخصصون يقدمون دورات في عدة مواضيع من بينها الإخصاب والحرث والري والتشذيب ومعالجة الصحة النباتية والحصاد. جهود لوضع زيت الزيتون الجزائري في السوق الدولية إن تطوير شعبة الزيتون، وخصوصًا جودة زيت الزيتون، ومطابقتها للمعايير المحددة من قِبل المجلس الدولي للزيتون لإنتاج زيت بكر وبكر ممتاز، من شأنه أن يساهم على وضع زيت الزيتون الجزائري في السوق الدولية، حسب ما قاله العايب مخلوف. وفي هذا الصدد، قامت مديرية المصالح الفلاحية بوضع على مستوى الوزارة الوصية في ديسمبر 2018 طلبًا للحصول على شهادة للحصول على وسم مؤشر جغرافي لزيت الزيتون لآث غوفري تحت الاسم الجغرافي أشفالي ناث غوفري . ويتعلق الأمر بزيت الزيتون المنتج في منطقة جغرافية تضم تسع بلديات موزعة على دائرتي بوزغن وعزازڤة، توفر إمكانات لزراعة الزيتون تقدر مساحتها ب3294 هكتار من بساتين الزيتون و41 معصرة للزيت، فيما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي بأكثر من5ر1 مليون لتر، حسب أرقام حاجيه، عضو لجنة الوسم. ويشمل هذا التصنيف المنتجين (مزارعي الزيتون والعصائر) في مسعى إنتاج زيت، وفقًا للمعايير الدولية، من خلال دفتر شروط يحدد المسار التقني للإنتاج مثل الحجم والحصاد الذي يجب القيام به وفقًا للمعايير للحصول على زيت عذراء أو غيرها من الأنواع، فترة الحصاد التي يجب القيام بها في مرحلة عندما تكون الثمار خضراء وتميل إلى الأرجواني والتخزين في صناديق وعصر الثمار التي يجب أن تكون في غضون ال48 ساعة، عملية السحق التي يجب أن تتم في فترة ما بين 30 و45 دقيقة وعند درجة حرارة 27 إلى 28 درجة مئوية، استنادا لذات المصدر.