ستنظم ندوة وطنية "أواخر سبتمبر المقبل" حول منطقة التبادل الحر للقارة الأفريقية واستراتيجية الجزائر بشأنها وكذا سبل الولوج للسوق الأفريقية، حسب ما أكده اليوم الخميس بباتنة وزير التجارة سعيد جلاب. وأوضح الوزير خلال إشرافه على اليوم الدراسي الجهوي حول حماية المستهلك من البنود التعسفية بجامعة باتنة 1 أن هذه الندوة سيحضرها متعاملون اقتصاديون وخبراء جامعيون وهيئات وطنية وممثلون عن الهيئات الأفريقية وسيتم التطرق خلالها إلى منطقة التبادل الحر للقارة الأفريقية و إعطاء المشاركين نظرة شاملة على الأسواق الأفريقية وفرص الشراكة في هذا السياق وخاصة الاستراتيجية الواجب تبنيها من طرف الجزائر لتكون على أتم الاستعداد تحسبا لدخول هذه الاتفاقية حيز الاستغلال في يوليو 2020. وأضاف السيد جلاب أن الجزائر التي كانت من بين الدول الأولى التي أمضت على الاتفاقية الخاصة بمنطقة التبادل الحر للقارة الأفريقية والتي أعلن الوزير الأول نور الدين بدوي لدى تدخله مؤخرا بنيامي (النيجر) في أشغال القمة الثانية عشر لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي عن مصادقة الجزائر عليها "سوقها الواعدة هي السوق الأفريقية". وقال في هذا السياق أنه "من الضروري أن نضفي على دور الجزائر الرائد دبلوماسيا وسياسيا في أفريقيا صبغة اقتصادية أيضا من خلال منطقة التبادل الحر للقارة لأن الجزائر مطالبة بأن تكون قوة اقتصادية إقليمية". "قمنا في الأشهر الفارطة بإحصاء كل المناطق التي بإمكانها أن تكون ضمن السوق الأفريقية و وجوب تنميتها ومنها تمنراست وعين قزام وتين زواطين والدبداب وتندوف" التي ستكون بوابة الجزائر للسوق الأفريقية ككل وخاصة أفريقيا الغربية والوسطى، وأضاف الوزير. وأفاد السيد جلاب بأن خارطة الطريق الجزائرية التي يجري تحضيرها حاليا ترتكز أساسا على أرضيات لوجستيكية ككل، ما يتعلق بالنقل مثلا بغية إعطاء الفرصة أكثر للمتعاملين الاقتصاديين والمستثمرين في الجنوب مما يسهل ولوج السوق الأفريقية ذات 1،2 مليار نسمة حاليا وفي آفاق 2050 أكثر من 2،5 مليار نسمة فهي أكبر سوق في العالم. وأبرز وزير التجارة أن منطقة التبادل الحر للقارة الأفريقية ستعطي الفرصة للسلع الأفريقية بما فيها السلع الجزائرية حتى يكون لها ميزة في التعريفة الجمركية، إلى جانب رفع التجارة البينية بين دول هذه القارة التي لا تتعدى نسبتها حاليا 13 أو 15 بالمائة إلى ما بين 50 أو 60 بالمائة. وكشف أيضا عن وجود خارطة طريق تدخل ضمن العمل المشترك بين وزارتي التجارة والتعليم العالي والبحث العلمي لأجل إيجاد آليات حتى يكون للجامعة ومخابر البحث العلمي التطبيقي دورها الفعال في الاقتصاد الوطني. وبشأن التصدير توجه السيد جلاب للمتعاملين الاقتصاديين بالقول "سنرافقهم من أجل العمل أكثر سواء في الاستثمار أو التصدير حتى يكون للجزائر تواجد إقليمي وإنتاج وطني متنوع وتنافسي لولوج الأسواق الخارجية". وأعطى وزير التجارة خلال زيارته إلى شركة "سيرام ديكور" لصناعة الخزف بمنطقة النشاطات ذراع بن صباح ببلدية تازولت إشارة انطلاق شحنة تصدير تتضمن 25 حاوية من البلاط الأرضي بإجمالي 37488 مترا مربعا نحو المملكة الأردنية حيث تعد هذه الشحنة "الثالثة من نوعها" نحو هذه الدولة العربية و تدخل ضمن سلسلة من عمليات تصدير هذا المنتوج الوطني نحو عدد من الدول العربية، حسب ما أكده بعين المكان مسير الشركة أمين معلى الذي أشار إلى انطلاق شحنة ثانية يوم الجامعة نحو ليبيا. وتفقد الوزير بالمناسبة هذا المصنع الذي دخل مرحلة الإنتاج سنة 2015 بسلسلة إنتاج واحدة طاقتها 12 ألف متر مربع يوميا قبل أن تدخل سلسلة إنتاج ثانية سنة 2018 بقدرة إنتاج تصل إلى 20 ألف متر مربع يوميا. كما استمع إلى شروحات قدمها مسير المصنع ذكر فيها بعمليات التصدير التي انطلقت سنة 2018 نحو كل من ليبيا واليمن و السنغال وموريتانيا و الأردن مع تسجيل طلبات حاليا من كل من المملكة العربية السعودية والعراق وقطر وجيبوتي وأنغولا.