تألق الإبداع الأدبي الجزائري امس الثلاثاء على منصة الفائزين في الطبعة الخامسة من جائزة كتارا للرواية العربية بتتويج ثلاث أسماء بارزة في المشهد الثقافي الجزائري. كان الحبيب السايح الروائي اول من اعتلى خشبة التتويج في فئة الرواية المنشورة بعد ان فازت روايته الجديدة "أنا وحاييم" (2018)/ منشورات "ميم" وكانت فرحته كبيرة بهذا الانجاز الذي اضاف شمعة اخرى لمساره المشرف . و صرح لواج في خضم تلك الاجواء الاحتفالية قائلا "ألان اشعر بفيض من الغبطة لهذا التكريس" مضيفا "ولكن لا اعتبره تكريما شخصي إنما هو تكريم للرواية الجزائرية و المجهود السردي الذي يبذله الروائيون الجزائريون الان ". و شكر بالمناسبة مؤسسة كتارا لاختيارها هذه الرواية لتتويجها بهذه الجائزة الكبيرة ماديا و معنويا كما قال. لحبيب السايح روائي و قاص من مواليد معسكر(الجزائر) في 24 افريل 1950 نشا بمدينة معسكر و هو حاصل على شهادة جامعية في تخصص آداب و دراسات و من أعماله الروائية "زمن النمرود "(1985) و "ذاك الحنين" (1997) و "كولونيل زبربر "2002 كما له اعمل قصصية منها "القرار '1979)و "الصعود نحو الأسفل "(1981) وايضا اسهامات في المجال الاعلامي . و من بين الفائزين حبيب عبد الرب سروري من اليمن عن روايته "وحي"، وحجي جابر من إريتريا عن روايته "رغوة سوداء"و يقدر قيمة الجائزة 60 ألف دولار مبلغ يسلم للفائزين الخمس إضافة إلى ترجمة الروايات الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. و توج ايضا في فئة الأعمال الرواية غير المنشورة الأديب المتألق ناصر سالمي عن روايته "فنجان قهوة و قطعة كرواسون "الى جانب 4 روايين اخريين في هذه الفئة التي تخص الاعمال غير المنشورة. وسبق لهذا الروائي وان توج في الطبعة الثانية من جائزة كتارا عن عمله الموسوم ب "الالسنة الزرقاء" في 2016 . و صرح عقب التويج قائلا "فزت بالجائزة مرتين لكن حرمت من طعم اعتلاء المنصة لتسليم الجائزة في المرة الأولى بسبب جواز السفر واليوم أعدت الكرة و انتقمت لنفسي و انا سعيد لوجودي هنا اليوم لتسلم الجائزة". و اعتبر الاديب ان هذا التتويج هو "احتفاء بالإبداع الجزائري "متمنيا مزيدا من الحضور و التالق في مثل هذه المحافل" ناصر سالمي من مواليد مدينة تيغنيف بمعسكر ولد في 17 سبتمبر 1968 و هو حاصل على ليسانس في الأدب العربي من جامعة وهران وله إسهامات أدبية في القصة والرواية و كان ضمن الفائزين الآخرين في هذه الفئة الروائية عائشة عمور من المغرب عن روايتها "حياة بالأبيض والأسود"، وعبد المؤمن أحمد عبدالعال من مصر عن روايته "حدث على أبواب المحروسة" علما و تقدر قيمة الجائزة 30ب الف دولار. كما حضرت الجزائر في تتويجات فئة الدراسات التي تعنى بالبحث والنقد الروائي بفضل الناقدة منى صريفق التي فازت دراستها "راهنية المعنى بين مشروعية الفهم ومأزق كتابة تاريخ التبرير مقاربة تأويلية ثقافية في نصوص عربية ناقدة "ضمن هذه الفئة .و قد اشتغلت هذه الجامعية على اعمال لادباء سوريين . و قالت عقب تتويجها "انا سعيدة جدا بهذا التكريم الذي لم اكن أتوقعه واعتبره بمثابة تشجيع لي كباحثة لمواصلة الجهد و العمل ". منى صريفق تدرس الادب واللغة في جامعة لمين دباغين بسطيف و من بين الأعمال التي قدمتها في مجالها "الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية بين التغير الإجتماعي وبناء الوعي" . وعرف حفل اختتام جائزة كتارا للرواية العربية (13-15 اكتوبر) التي عرفت مشاركة مبدع 1850توزيع جوائز على الفائزين في فئتي رواية الفتيان وفئة الرواية القطرية غيرالمنشورة. و تميزت هذه الطبعة بتنظيم عدة انشطة ثقافية و فنية منها ندوة حول الكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل رائد الرواية الخليجية و ايضا ندوة "الهندسة الثقافية والرواية" ضمن فعاليات اليوم الثاني أدارتها الدكتورة هناء البواب، وتحدث فيها كل من زهور كرام روائية مغربية و أسماء كوار الأديبة الجزائرية والناشرة التي قدمت ورقة: "الهندسة الثقافية في الوطن العربي" نيابة عن الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية. كما نظم المشرفون على التظاهرة معرض و ندوة تكريما لروح الروائي التونسي (1911-2004) . للتذكير فان جائزة "كتارا" للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في 2014. وكانت طبعة 2017 قد عرفت تتويج ثلاثة أدباء جزائريين هم سعيد خطيبي في فئة الروايات العربية المنشورة وعبد الوهاب عيساوي في فئة الروايات العربية غير المنشورة في حين نال بشير ضيف الله جائزة فرع الدراسات.