دعا وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة حسن رابحي، اليوم الخميس بمدينة هانغشو الصينية، إلى "تثمين" التعاون الإعلامي بين الدول العربية والصين بهدف "نقل الحقائق دون تشويه" ومواجهة "التحديات التي تهدد استقرار هذه الدول وتمس بسيادتها". وتطرق السيد رابحي في كلمة له أمام المنتدى الرابع للتعاون العربي-الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيون تحت شعار "تعزيز التعاون في مجال البث لإثراء إنشاء المحتويات"، إلى "الإعلام المغرض الذي تتعرض إليه الصين والبلدان العربية من تشويه وتشكيك في المسارات والخيارات المنتهجة لزرع الفتن وللمساس باستقرارها"، داعيا هذه الدول إلى "توظيف الإعلام (...) لمواجهة هذه التحديات التي تهدد استقرارنا وتمس بسيادة دولنا مما يستوجب تثمين التعاون الإعلامي بينها لنقل الحقائق دون تشويه ومغالطات والتعريف بجهود كل واحد منا في سبيل التنمية والحكومة الرشيدة والممارسات الديمقراطية في بلداننا"، مثلما قال. وفي سياق متصل، تحدث الوزير عن الانتخابات الرئاسية المقررة في ال12 ديسمبر القادم، منوها بمشاركة الصحافة الجزائرية خاصة الإذاعة والتلفزيون التي "تمكنت من حسن توظيف وسائل الإعلام لاسيما تقنية الرقمنة لمرافقة مستجدات الأحداث باتجاه تحصين السيادة الوطنية ودفع المسار التنموي وتعزيز الاستقرار الاجتماعي". وأضاف أن الطرفين يعملان على تطوير الشراكة في مجال الإعلام والاتصال من خلال "برنامج تبادل واتفاقيات تعاون تركز على مسايرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال والاستفادة من خبرة الصين في استعمال وتوظيف آخر ابتكارات الجيل الثاني من الثورة العلمية والتكنولوجية". وبهذا الخصوص، شدد رابحي على اتفاق الجزائروالصين على "ضرورة تمكين الجميع من فرص الاستفادة من هذه الابتكارات ونبذ احتكارها من طرف جهات معينة أو سوء استعمالها لمساومة الدول في خصوصياتها والمساس بسيادتها واستقرارها". كما ذكر بالإطار المرجعي للشراكة الصينيةالجزائرية في مجال الإعلام والاتصال والمتمثل في اتفاق التعاون الموقع بين البلدين سنة 2015 والذي تم التصديق عليه في 8 أغسطس 2017، والذي يجري وفقه و بانتظام، تنفيذ برامج متنوعة تتمحور حول تبادل الزيارات والخدمات الإعلامية، والقيام بدورات مختصة للتكوين والتدريب، وبث إنجازات فنية وإعلامية مدبلجة، والمشاركة في النشاطات التي تعنى بالتطورات الحاصلة في مجال الإعلام والاتصال. وأشار في هذا الصدد، إلى مشاركة الجزائر شهر سبتمبر الماضي في أشغال (قمة منتدى مجتمع الإعلام.. الحزام والطريق)، حيث تم بالمناسبة التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين حول موضوع القمة. كما اختيرت الجزائر في عضوية (مجلس مجتمع الإعلام.. الحزام والطريق) الذي تأسس بمناسبة انعقاد القمة والمتكون من ممثلي 23 دولة ومنطقة. وبخصوص التعاون العربي-الصيني في مجال الإعلام، أشار وزير الاتصال إلى تأسيس البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني-العربي بين عامي 2018-2020، مشددا على أن "تشجيع التعاون الإعلامي بين الطرفين سيمكن بشكل خاص من الاستفادة من تفوق الصين في مجال الرقمنة وتحكمها في التقنيات عالية الدقة في مجال الإذاعة والتلفزيون". فمن خلال هذا التعاون، يصبو الطرفان إلى اضطلاع وسائل الاتصال لديهما و كذا "المجتمع الإعلامي للحزام و الطريق" المشكل من أكثر من 50 دولة و منطقة، ب"دور ريادي"، عبر لإنتاج مادة إعلامية ب"مضامين موضوعية و موثوقة و بأشكال مبتكرة و جذابة، تساهم في تحقيق مزيد من التقارب العربي-الصيني ة الترويج للقيم الانسانية المثلى و دعم الاستقرار و التنمية في مختلف أبعادها هنا و هناك". وفي هذا الإطار، أكد الوزير على ضرورة الحرص على "ترقية مضامين إعلامية هادفة وتربوية تحترم سيادة الدول وهويتها ومقدراتها الاقتصادية وتقوم على أسس أخلاقيات المهنة وأدبيات السلوك، تنبذ الشقاق والتفرقة وتزييف الحقائق، وذلك من خلال ترقية الموارد البشرية المؤهلة عن طريق منظومة تكوينية ملائمة". وأضاف أن هذا التعاون يساعد الأطراف المعنية على "مواجهة الشركات العالمية المهيمنة على قطاعات أنظمة التشغيل والشبكات والبنية التحتية والخدمات"، بما يضمن "استقلالية بلداننا وتحكمها في مواردها ومعطياتها". وبالنظر إلى كل ما سلف ذكره، تبرز -حسب السيد رابحي-أهمية التركيز على "محورية الاستثمار" في تطوير الأدوات و المحتوى الإعلامي لهذه البلدان بالإضافة إلى "تغيير طريقة التعامل مع المعلومات، لتصبح شرطا أساسيا للنمو الاقتصادي و رافدا قويا لتحسين الانتاجية و القدرة التنافسية للمؤسسات و ترقية أداء الإدارة".