يعرف مركز الإعلام الإقليمي الشهيد "محمد ماضي" بالبليدة وكذا بالجلفة الذين تم على مستواهما فتح سجل التعازي في وفاة المرحوم الفريق أحمد قايد صالح, نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الذي وافته المنية أمس الإثنين, توافدا "جد كبيرا" للمواطنين الذين بدت عليهم ملامح التأثر والحزن لفقدان أبرز أعمدة الجزائر. فمنذ مساء أمس يشهد مركز الإعلام الإقليمي الواقع وسط مدينة البليدة "باب السبت" تشكل طوابير من المواطنين من مختلف فئات المجتمع حرصوا على تقديم واجب العزاء والتعبير عن حزنهم الذي ارتسم على وجوهم اثر فقدان هذا القائد العسكري. وفي هذا السياق أكد ل/وأج قائد هذا المركز, الرائد عبيدة برش, أن "قيادة الناحية العسكرية الأولى بادرت على إثر الفاجعة التي ألمت بالجزائر إلى فتح سجل للتعازي للمواطنين الذي توافدوا بقوة وإلى غاية ساعة متأخرة من ليلة أمس الإثنين إلى الثلاثاء لتقديم واجب العزاء في وفاة الفريق قايد صالح" مشيرا إلى أن العبارات التي كتبت على هذا السجل تعكس الاحترام الذي يكنونه له وكذا الحزن الذين يشعرون به بعد فقدانه. كما لاحظت "وأج" اقبال عدد كبير من النساء من مختلف الفئات العمرية لتقديم واجب العزاء وكانت علامات الحسرة والتأثر بادية على وجوههن, وأجمعن عن حزنهن لفقدان هذا القائد العسكري "الذي رحل بعد أن رسى بالجزائر إلى بر الأمان". من جهتها, حرصت السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية, يوسف شرفة, على تقديم واجب العزاء مع العلم أن سجل التعازي سيبقى مفتوحا أمام المواطنين وهذا إلى غاية يوم غد الأربعاء يوم تشييع جنازة المرحوم. أما بولاية الجلفة فقد بادر الشباب وفعاليات المجتمع المدني في نصب خيم لاستقبال المعزين عرفت حضور مئات المواطنين الذي قدموا مواساتهم في سجلات التعازي المخصص لذلك. وأعرب ل/وأج هؤلاء الذين غصت بهم الخيمة التي نصبت بساحة الشهداء بالمدينة عن "مقاسمة ألم فقدان قائد فذ رسى بسفينة الجزائر إلى بر الأمان, في أحلك ظروفها في الأشهر الأخيرة". وأضافوا "أن خيمة التعازي هي بمثابة عربون وفاء للرجل الذي كان له الفضل في بقاء مؤسسة الجيش بقياداتها وأفرادها إلى جانب الحراك الشعبي حماية له وسندا قويا في سبيل إستمرارية الدولة ولكي لا تكون محل أطماع لأعداء الأمس واليوم". ولم تقتصر خيم التعازي على عاصمة الولاية بل تعدتها لمدن الكبرى وعدد من البلديات على غرار مسعد وعين وسارة. كما استقبل مركز الإعلام الإقليمي التابع للناحية العسكرية الأولى بالجلفة, جموع المعزين من مختلف شرائح المجتمع الجلفاوي في طوابير طويلة شكلت صورة تضامنية ترجمت إلتفاف الجزائريين بجيشهم في كل الظروف لاسيما في أوقات المحن. عمي الرقاد, وهو من أبناء دار الشيوخ (42 كلم شرق عاصمة), تحمل عناء التنقل ليكتب في سجل التعازي كلمات لعلها تخرج ذلك الحزن الذي ألم به بوفاة المجاهد أحمد قايد صالح الذي نزل عليه كالصاعقة, على حد تعبيره.