شهدت ولاية مستغانم خلال عام 2019 توافدا قياسيا للمصطافين على الشواطئ وارتفاعا كبيرا في حجم الإقبال على الفنادق والإقامات السياحية وفضاءات ومراكز التسلية والترفيه، مما انعكس بالإيجاب على الحركية الاقتصادية والتجارية للولاية وحتى للمناطق المجاورة لها. و يجمع العديد من متتبعي ديناميكية التنمية "بلؤلؤة البحر الأبيض المتوسط" مثلما يطلق على ولاية مستغانم، على أنها تحولت في المدة الأخيرة إلى قطب فعلي وبامتياز لسياحة العائلة والاستجمام. ويلاحظ هذا التحول من خلال تدفق المصطافين من شتى ربوع الوطن وحتى من خارج الوطن على المنتجعات السياحية التي أختار أصحابها حديثا الاستثمار في هذا الموقع الساحلي الجذاب لإقامة مركبات غيرت بشكل بارز بصمة الولاية التي أصبحت بالفعل - برأي الملاحظين - مقصد السياحة العائلية وللاستجمام للمصطافين الباحثين كل موسم اصطياف عن ظروف استقبال نوعية لم تتوفر في السابق إلا في العروض المتاحة خارج الوطن. وفي هذا الصدد، صرحت مديرة السياحة والصناعة التقليدية، حياة معمري، ل/وأج/ أن مستغانم قد شهدت خلال هذا العام توافدا قياسيا للمصطافين مما انعكس بالإيجاب على الحركية الاقتصادية والتجارية للولاية والمناطق المجاورة لها. وقد عرفت الولاية خلال موسم الاصطياف المنقضي، توافد 10 ملايين مصطاف على الشواطئ 43 المفتوحة للسباحة وهي الشواطئ التي تغير وجه معظمها بعد انجاز حديثا لسلسلة من المركبات السياحية الصيفية. كما زادت بعض الاستثمارات المتعلقة بالمركبات السياحية المجسدة في فضاءات طبيعية التي تمتد من الشاطئ إلى الفضاء الغابي داخل نفس الموقع من لمعان مستغانم في حقل تطورها كقطب بامتياز لسياحة العائلة والاستجمام، وفق ما ذكره أحد زوار الولاية، الذي تأسف في ذات الوقت إلى حال الأسعار التي تبقى "باهظة" بالمقارنة مع معدل القدرة الشرائية للمواطنين. وبالرغم من ذلك لوحظ توافد كبير على هذه المواقع الجديدة التي تظل محط جذب لما لها من مزايا لا سيما للفئات التي ترى أنه بالرغم من ارتفاع الأسعار إلا أنها تبقى منخفضة بالمقارنة مع تكاليف السفر العائلي نحو منتجعات سياحية خارج الوطن خاصة مع احتساب تسعيرات التأشيرات وغلاء ثمن تذاكر السفر تزامنا وفصل الصيف وغيرها. وحسب مديرة السياحة، فقد سجلت حديقة للتسلية والترفيه منجزة حديثا خلال موسم الاصطياف الماضي إقبال أزيد من 700 ألف زائر، بينما شهدت حديقة أخرى للألعاب المائية تابعة لمجموعة فندقية زهاء 70 ألف زائر، فضلا عن قرابة 120 ألف زائر آخرين للفضاءات الطبيعية لاسيما الغابات القريبة من الشواطئ للتنزه والاستجمام. وتراهن السلطات المحلية بولاية مستغانم في السنوات الأخيرة على تطوير القطاع السياحي من خلال ترقية جودة الخدمات المقدمة للمصطافين والترويج لمستغانم كوجهة مفضلة للسياح خصوصا العائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن، تضيف السيدة معمري. وتم في هذا الإطار، تخصيص ما قيمته 490 مليون دج لتهيئة الشواطئ وتجهيزها لاستقبال المصطافين خاصة ما تعلق بشبكات الربط بالماء الشروب وشبكات الإنارة العمومية وتهيئة مواقف السيارات وتوفير المراكز الأمنية للدرك الوطني والشرطة والحماية المدنية لفائدة المواقع السياحية التي يستمر في انجاز الكثير منها. وللحفاظ على البيئة وسلامة المحيط والمصطافين، تم خلال الصيف الماضي تسخير 235 عامل و26 آلية (آلات تنظيف وشاحنات وجرارات) و210 حاوية لتنظيف الشواطئ علاوة على التحاليل البكتريولوجية والفيزيوكميائية بشكل متسمر لضمان استقبال ضيوف مستغانم في أحسن الظروف. استحداث شبكة محلية للمتعاملين في المجال السياحي للتشاور والتطوير كما تم هذا العام بمستغانم، إنشاء أول شبكة محلية للمتعاملين في المجال السياحي بالولاية تضم أصحاب المؤسسات الفندقية والإقامات السياحية ووكالات السياحة والأسفار والجمعيات الناشطة في هذا المجال. ويهدف إنشاء هذه الشبكة، التي رأت النور شهر مارس الماضي، إلى خلق فضاء للتشاور بين مهنيي السياحة وجعلها قوة اقتراح لتطوير وتنمية القطاع والتنسيق بين كل المتعاملين لتدعيم جاذبية ولاية مستغانم كقطب سياحي. وتم بهذا الخصوص إنجاز ومضة ترويجية جديدة لولاية مستغانم بعنوان "صيف كل الآمال" وإنجاز دليل دوري ومحين كل ثلاثة أشهر للأحداث والتظاهرات الثقافية والرياضية والاجتماعية والعلمية التي تنظم محليا، كما تم وضع المسار الثقافي والسياحي للولاية حيز الخدمة. وشهد عام 2019 إبرام عدة اتفاقيات بين المتعاملين المحليين ولاسيما بين الفنادق من جهة وجامعة مستغانم ومعاهد ومراكز التكوين المهني والتمهين والمؤسسة الولائية للنظافة والمساحات الخضراء والإنارة العمومية تحت شعار : "مستغانم نظيفة"، لترقية الخدمات وتحسين جودة المورد البشري. الجائزتان الأولى والثانية وطنيا كأفضل الفنادق الجزائرية للموسم ونالت ولاية مستغانم خلال هذه السنة الجائزة الوطنية الأولى والثانية لأفضل الفنادق الجزائرية من صنف 4 و5 نجوم على التوالي والتي تحصلت عليها مؤسستين من مجموعة فندقية جزائرية. ويقول مدير احدى هاتين المؤسستين، السيد مهدي عبد المالك، أن "المسابقة التي تم تنظيمها لأول مرة في الجزائر اعتمدت عدة معايير على غرار جودة الخدمات والإطعام والمبيت والاستقبال والاتصال عند الحجز ومرافق التسلية والترفيه والرياضة وغيرها". وذكر المتحدث أن "هذا النجاح تحقق بفضل العمل على المواصلة في تطوير الخدمات والاعتماد على المورد البشري المؤهل لاسيما الشباب المحلي وإدخال عدة تحسينات على الخدمات السياحية المقدمة للزبائن الذين شكل 50 بالمائة منهم من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج". وتراهن المركبات السياحية التي تدعمت بها حظيرة الفندقة بمستغانم على تطوير مجال سياحة الأعمال لا سيما في ظل مجموعة الاتفاقيات التي أبرمتها مجموعة فندقية مع أكثر من 250 شركة لاسيما لاحتضان تظاهرات في مجال الطب والصيدلة والاتصال وغيرها. وتطمح ولاية مستغانم التي باتت تتوفر على 137 هيكل لإيواء المصطافين بطاقة إجمالية تقدر ب 24.220 سرير من بينها 31 فندق وإقامة سياحية ونزلين للطريق ونزل عائلي و5 هياكل أخرى معدة للفندقة، إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال للمضي في تطوير فضاءها كإحدى كبريات أقطاب سياحة العائلة والاستجمام في الفضاء المتوسطي.