كشفت المديرة العامة للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، سميرة جايدر، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أنه يجري العمل لإعداد خريطة نشاطات تتعلق بإنشاء المؤسسات المصغرة، تكون بمثابة أداة لتوجيه المشاريع حسب متطلبات التنمية المحلية. وأوضحت السيدة جايدر، خلال يوم دراسي حول المؤسسات المصغرة نظمته كتلة الاحرار بالمجلس الشعبي الوطني، أنه يجري العمل بالتنسيق مع عدة قطاعات لإعداد خريطة نشاطات في مجال المقاولاتية، "تساعد على انشاء مؤسسات مصغرة حسب الاحتياجات الحقيقية لكل منطقة، بحيث تكون بمثابة أداة لتوجيه المشاريع تماشيا مع متطلبات التنمية المحلية". وأشارت إلى أن عدد المؤسسات المصغرة التي تم استحداثها في اطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (أونساج) الى غاية 31 ديسمبر 2019 ، قدرت ب 385 ألف مؤسسة مصغرة، مبرزة أن عدد المؤسسات المصغرة التي فشلت " تعد ضئيلة جدا" بحيث "لم تتجاوز 10 بالمائة". في هذا السياق، ذكرت نفس المتحدثة بمهام صندوق ضمان القروض الذي قام بتعويض القروض الممنوحة لتمويل 22 ألف مؤسسة مصغرة في اطار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، لكونها "فشلت" بحيث "لم تتمكن من مواصلة نشاطها". وأكدت على دور الوكالة في مجال مرافقة أصحاب المشاريع قبل وأثناء وبعد استحداث المؤسسات المصغرة، داعية الشباب الذين مازالت مؤسساتهم تنشط ولكن يواجهون صعوبات في الميدان، الاتصال بممثلي الوكالة على المستوى المحلي "لطرح انشغالاتهم من أجل دراستها والسعي الى ايجاد الحلول الممكنة بصفة ودية، و ذلك حسب كل حالة". ومن جهته أوضح المدير العام للصندوق الوطني للتأمين عن البطالة (كناك)، محي الدين واقنوني، أن عدد المشاريع التي تم تمويلها في اطار الصندوق لاستحداث مؤسسات مصغرة، عرف سنة 2019 ارتفاعا ب37 بالمائة مقارنة بسنة 2018 ، واصفا هذه النسبة ب"الايجابية"، "رغم تسجيل بعض النقائص" التي سيتم استدراكها سيما عن طريق التركيز على التكوين لفائدة أصحاب المشاريع في مجال تسيير المؤسسة، وبتعزيز آليات المرافقة. أما بخصوص عدد المشاريع التي تم تمويلها لاستحداث مؤسسات مصغرة منذ إنشاء الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة سنة 2004 إلى غاية نهاية 2019، أوضح السيد واقنوني أنه تم تمويل أزيد من 150 ألف مشروع، معتبرا النتائج المحققة ب"الايجابية"، لأنه --كما قال-- عدد المؤسسات المصغرة الممولة في اطار الصندوق التي فشلت يقدر ب"أقل من 8 بالمائة". في نفس السياق، أشار السيد واقنوني الى أهمية اعادة النظر في بعض الآليات المتعلقة بطريقة تمويل المشاريع، سيما بالتركيز أكثر على المشاريع التي تلبي الاحتياجات الاقتصادية للتنمية المحلية، من أجل تعزيز مرافقة أصحاب المشاريع. بدوره، أكد رئيس كتلة الاحرار بالمجلس الشعبي الوطني، يوسف جبايلي، أن هذا اللقاء، الذي شهد مشاركة نواب وأساتذة الى جانب مسؤولين عن بعض أجهزة دعم التشغيل وممثلين عن دور المقاولاتية، يهدف إلى معالجة المشاكل المرتبطة بمجال انشاء المؤسسات المصغرة، ويتطرق الى بعض "المشاريع الفاشلة" والصعوبة في تسديد القروض الممنوحة لأصحاب المشاريع. وأضاف ذات المسؤول أن هذا اليوم الدراسي يهدف الى تقديم جملة من الاقتراحات ترمي الى ايجاد الحلول الممكنة لهذه الانشغالات.