مدينة أويو التي اهملت لوقت طويل، و التي تستعد لتحتضن غدا الخميس اول اجتماع لمجموعة الاتصال للاتحاد الافريقي حول ليبيا، قد استفادت خلال السنوات الاخيرة من برنامج واسع للتأهيل، و تأخذ مظاهر مدينة حديثة. تقع مدينة أويو على بعد 400 كم من العاصمة برازافيل في وسط الغابة الكونغولية الجميلة، واصبحت اليوم مدينة متجهة نحو المستقبل، حيث تم انشاء عديد الهياكل الحديثة على غرار المطار الدولي الجديد و الميناء النهري الجديد و المستشفى العام، و قاعة الرياضات و دار بلدية و مقر دائرة، و جامعة و بنوك او ايضا و فندق من خمسة نجوم مقام على الضفة اليسرى من نهر لاليما المتميز بكونه صالح للملاحة على طول السنة. و قد جلبت حداثة مدينة اويو خلال السنوات الاخيرة الكونغوليين القاطنين بالمناطق الاخرى الذين توافدوا على المدينة بحثا عن فرص عمل و اخرين ايضا. كما جاء اليها ايضا إيفواريون و ماليون و تشاديون و موريتانيون و روانديون بالنظر الى التحولات المبهرة التي عرفتها اويو و هناك الكثير الذين تركوا كل شيء خلفهم و حاولوا خوض مغامرة جديدة في اويو. في هذا الصدد قال ممادو ساماكي "انني قدمت الى اويو في سبتمبر 2012 اي بعد اشهر قليلة من التغييرات السياسية بمالي" مؤكدا انه "هرب من الاضطرابات التي تبعت" تلك الاحداث. و اضاف ذات الخمسيني الذي اصبح يملك اليوم متجرا بنهج اوكويو مارسال "انني محظوظ" لان "الاعمال مزدهرة" بالنسبة اليه. الا ان الحظ لم يبستم للجميع الذين اغوتهم اضواء اويو. حيث ان المشاريع العديدة التي اطلقتها الحكومة الكونغولية خلال السنوات الاخيرة، من اجل جعل اويو قطبا اقتصاديا كبيرا في شمال الكونغو، لم تسمح لمحمد ولد الهادي من ايجاد عمل مستقر. فقد وصل ذات الثلاثيني الموريتاني الى اويو في سنة 2015 من اجل تلبية احتياجات عائلته الصغيرة. و تابع يقول ان "هناك ايام اسوء من الاخرى حيث انني اعمل بشكل مؤقت، لذلك فان مدخولي غير ثابت، و وضعيتنا هشة جدا"، الا انه لا ينوي العودة الى بلاده. تنمية بسرعة مضاعفة تعرف المنطقة التي تعتبر معقلا للرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو تنمية بسرعة مضاعفة لتصبح اويو حديثة اكثر ازدهارا تركت خلفها ضاحية لازالت تعيش في فقر مدقع. من جهة، هناك طرق معبدة ونظيفة و محفوفة بملكيات مهيبة تعود الى اثرياء، و من جهة ثانية، احياء شعبية عشوائية بمحلاتها و اسواقها وباعتها غير الشرعيين. تخيم على السوق المركزية لأويو فوضى عارمة حيث تنتشر طاولات موضوعة على مستوى الارض و ممرات مكتظة بالتجار و الباعة مع شروط نظافة كارثية. تباع في تلك الاسواق كل انواع المنتجات مثل الخضر و الفواكه و البهارات و اللحوم و الاسماك سيما "المانغوسو" او التماسيح التي يطلبها الكونغوليون كثيرا. و بما انهم مضيافون و حميميون فان الكونغوليون يقبلون على لقائنا بكل عفوية، لكنهم حتى وان لم يترددوا في اجراء حديث مع الاجانب الا ان غالبيتهم يرفضون ان تؤخذ لهم صور. و و على الرغم من ظروف الحياة التي تكون شاقة احيانا، الا ان الكونغوليين الذين التقيناهم في السوق المركزية لأويو يتحلون بمعنويات مرتفعة و التمتع بالحياة. في هذا الصدد تقول نيشا كاديما ربة بيت ذات ال37 سنة، "انني لست غنية الا انني لا اتذمر، حيث ان عملي كبائعة سمك تسمح لي بإطعام عائلتي و ذلك هو الاهم".