تضرب قرية إيرجن بدائرة الأربعاء ناث إيراثن الواقعة على بعد 20 كلم جنوب شرق تيزي وزو, مثال في التنظيم والتضامن خلال فترة إنتشار فيروس كورونا. وأدركت لجان القرى ال 11 المكونة لهذه البلدية التي تتميز بمناظر طبيعية خلابة كونها تطل على سد تاقسبت, أنه بدلا من أن تنظم كل واحدة نفسها على حدة, فإن التعاون الجماعي ولم الجهود والوسائل يعد أكثر فعالية لتنظيم نشاطات الوقاية ضد إنتشار الفيروس والتضامن مع العائلات المعوزة. وذكر جواهر أحد المبادرين بهذا العمل التضامني أنه "فور الإعلان في 17 مارس الماضي عن إكتشاف أول حالة مشكوك في إصابتها والتي ظهرت نتيجتها سلبية فيما بعد, بدأ المجتمع المدني في تنظيم صفوفه من أجل تسيير الحجر الصحي وتعقيم القرى". كما إجتمع رئيس المجلس الشعبي البلدي لإيرجن, عاشور لسلوس, في 23 مارس الفارط, مع ممثلي لجان القرى على مستوى مكتبة البلدية لوضع معا إستراتيجية وقائية ضد إنتشار فيروس كوفيد- 19. وتم في هذا الصدد تنصيب لجنة مراقبة بلدية, لتعقد بعدها عدة إجتماعات أخرى شاركت فيها الأطقم الطبية والمصالح الأمنية. وخلال الإجتماع المنعقد في 31 مارس الماضي, إتخذت قرارات هامة من بينها تنصيب خلية أزمة في كل قرية وتنظيم المرور من وإلى القرى وتحديد عدد الأشخاص المشاركين في عمليات الدفن. ولإطلاق عمليات تعقيم الشوارع والأحياء, تلقت اللجنة البلدية للمراقبة هبة تتكون من 16 جهاز تعقيم من أحد التجار, تم توزيعها على لجان القرى ال 11. كما سخر فلاحون جراراتهم للمشاركة في عمليات التعقيم بالبلدية. وقدم تجار المنطقة مواد التعقيم كهبة, حسبما أوضحه السيدان جواهر ونشاك زهير, بصفته أيضا عضو في لجنة المراقبة. وأضاف المتطوعان أنه تم بالتوازي مع ذلك إطلاق عملية الحجر الصحي إتجاه القرويين ."يتم تعقيم المركبات ومراقبة مداخل القرى بصرامة ". وفي سياق ذي صلة, تضامنا مع الأطقم الطبية, شرع سكان إيرجن في صنع أقنعة وملابس حماية والتجند من أجل ضمان النقل للأطباء والممرضين وعمال قطاع الصحة الذين لا يملكون سيارات وتوفير أماكن إقامة للذين يقطنون بعيدا. ومن جهته قام السيد جواهر بوضع ورشتين, كان قد استأجرهما قبل ظهور الوباء, تحت تصرف الخياطات لصنع وسائل الحماية خصوصا بدلات الحماية. وفيما يتعلق بالأقنعة, فقال, أن عملية تقطيعها تتم في الورشتين وتتكفل بعد ذلك متطوعات بخياطتها في بيوتهن. التضامن ما بين القرويين ساهم في تقوية روابط الأخوة ووفقا للسيدين نشاك وجواهر, فإن تجند لجان القرى حول هدف مشترك يتمثل في مساعدة بعضهم البعض, ساهم في تقوية روابط الأخوة بين سكان إيرجن. وإكد أن "روابط الأخوة أصبحت أقوى وبإمكاني القول أن تسيير هذه الأزمة هو نجاح لبلديتنا". وبفضل هذا التضامن, تم توزيع 683 طرد غذائي على العائلات المعوزة عبر كافة قرى البلدية, وسلم 4000 كيس سميد للعائلات في تنظيم محكم من طرف لجان القرى, كما جرت عملية سحب منح المتقاعدين في ظل إحترام إجراءات التباعد بفضل تجند المتطوعين, يقول محدثا وأج. وتم تقديم حوالي 420 بدلة حماية للأطقم الطبية وتوزيع 5000 كمامة عليهم وعلى موظفي البنوك ومكاتب البريد والتجار ولجان القرى لحماية السكان من إنتشار الفيروس, حسب السيد جواهر الذي شدد على ضرورة مواصلة الحجر الصحي لحماية البلدية من هذا الوباء.