لازالت تطورات الوضع بمنطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية والعدوان العسكري المغربي بها، تستقطب اهتمام الاعلام الدولي سواء المرئي أو المكتوب، حيث تبث قنوات اعلامية كثيرة منها تلك ذائعة الصيت، لقاءات ونقاشات على بلاتوهاتها من خلال استضافة مسؤولين ومحللين للتفصيل في حيثيات ما يجري بالمنطقة، كما خصصت عدة صحف في اعدادها الصادرة في الآونة الأخيرة مقالات مطولة لذات الموضوع. وكان الاهتمام بالغا لدى مجموعة "أبا-أوتس" الإعلامية وهي إحدى أكبر الهيئات الصحفية المتعددة الوسائط في النمسا، التي سلطت الضوء على التصعيد العسكري المغربي والإشتباكات الدائرة في الصحراء الغربية بعد عدوان قوات الاحتلال على المدنيين الصحراويين الذين كانوا يتظاهرون بشكل سلمي أمام الثغرة غير الشرعية في الكركرات. المجموعة الإخبارية وفي تغطيتها للتطورات والوضع الجديد في الصحراء الغربية، نقلت الموقف المشترك لكل من أندرياس شيدر رئيس المجموعة الإشتراكية في البرلمان الأوروبي، وسارة كوستا، رئيسة الشباب الاشتراكي الأوروبي، الذين أدانا وبشدة هذا التصعيد والعنف الذي قام به المغرب ضد الاحتجاجات المدنية وكذا انتهاكه لإتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ عام 1991 والمخاطرة بأمن واستقرار المنطقة. وقالت الصحيفة أن الصحراويين عاش جزء منهم تحت الاحتلال المغربي والجزء الآخر في ظروف إنسانية صعبة في ظل استمرار هذا النزاع المحتدم منذ ما يزيد عن 40 عاما، بسبب غياب إرادة حقيقة من قبل المجتمع الدولي، مما يدفع تزايد حدة التصعيد وحرب مفتوحة، الامر الذي يستوجب من الأممالمتحدة والإتحاد الأوروبي التحرك بدلا من الإستمرار في اللامبالاة بشعب الصحراء الغربية. وبحسب الصحيفة، حذرت سارة كوستا، التي سبق لها أن زارت مخيمات اللاجئين الصحراويين شهر مارس الماضي، من غضب الشباب الصحراوي بسبب غياب للأفق المستقبلية سواء في مخيمات اللاجئين أو في مناطق محتلة، حيث "القمع ونهب الثروات من قبل المغرب، مما ولد لدى الغالبية الرغبة في العودة إلى الحرب بسبب فشل المجتمع الدولي طوال ال29 الماضي من الإيفاء بوعد تنظيم إستفتاء على تقرير المصير للشعب الصحراوي وهي المهمة التي وفض مجلس الأمم بعثة المينورسو لتنفيذها في العام 1991". من جانبه، أندرياس شيدر أكد على ضرورة لعب الاتحاد الأوروبي لدوره في الدفع بالجهود الدولية لحل نزاع الصحراء الغربية، مضيفا أنه يتعين عليهم كنواب للشعوب الأوروبية زيادة الضغط على المغرب، فيما يتعلق بالمساعدة المالية أو حقوق الصيد، طالما يتمسك بسياسة الاحتلال والاستيطان غير القانونية. كما أبرز اهمية العمل الان وبشكل مكثف لإنهاء المعارك العسكرية الدائرة حاليا في الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والمغرب والسعي لإستعادة وقف إطلاق النار من جديد لضمان الأمن والإستقرار في هذه المنطقة. كما تطرقت الصحافة الاسبانية بشكل واسع ،الى الاعتداء المغربي الذي أسفر عن وقف اتفاق اطلاق النار و تناولت معظم جرائد نهاية الاسبوع تصريحات القادة الصحراويين وبلاغات الحرب الصادرة عن جبهة البوليساريو معلنة فيها نهاية الهدنة العسكرية مع قوات الاحتلال وتدمير العديد من نقاط المراقبة المغربية المتواجدة على طول الجدار العازل. وفي هذا الاطار ذكر مراسل جريدة "ايل باييس" بالرباط ، فرانسيسكو بيريخيل، إلى أن السلطات المغربية "التزمت الصمت"حول حصيلة الهجومات التي يكون قد نتج عنها وقوع العديد من القتلى و هو ما نفاه مصدر مغربي في تصريح لوكالة الانباء الاسبانية. من جهتها قالت جريدة "إيل موندو" أن "مخيمات اللاجئين الصحراويين تشهد حالة تعبئة حيث ان العديد من الشباب الصحراويين تطوعوا في الجيش". أما جريدة "آ بي سي" فقد تطرقت الى المظاهرات الداعمة للشعب الصحراوي من اجل الاستقلال في المدن الصحراوية المحتلة لا سيما العيون حيث "تدخلت عشرات الشاحنات العسكرية لقمع المتظاهرين الصحراويين العزل". ونقلت جريدة "بوبليكو" عن محللها قوله ان "اسبانيا والامم المتحدة وباقي الفاعلين المعنيين كفرنسا والولايات المتحدة جاءتهم فرصة جديدة بعد 45 سنة من الوقت الضائع لاتباع مجرى التاريخ بغية تفادي حمام دم و الرد بطريقة مناسبة على استفزاز العاهل المغربي". وكانت تطورات الاوضاع في الكركرات محل اهتمام كبير من صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية التي سلطت الضوء على الاوضاع في المنطقة وأكدت في أحد مقالاتها أن اطلاق المغرب لعملية عسكرية في منطقة عازلة تسيطر عليها الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، "يزيد من حدة التوتر" في المنطقة و "يهدد وقف إطلاق النار الموقع لما يقرب من ثلاثة عقود. وكانت القوات المغربية شنت فجر الجمعة الماضية اعتداء عسكريا في منطقة الكركرات المنزوعة السلاح و فتحت ثلاث ثغرات غير شرعية ضاربة بذلك عرض الحائط اتفاق وقف اطلاق النار الموقع سنة 1991 بين الطرفين.