أدان المجتمع الدولي بشدة اقدام عسكريين في مالي على نقل الرئيس الانتقالي باه نداو و الوزير الاول مختار وان "تحت الاكراه" الى معسكر للجيش في منطقة كاتي بشمالي البلاد مساء الاثنين, و دعا الى الافراج "الفوري وغير المشروط" عن الشخصيات الموقوفة مع اتخاذ الحوار سبيلا لضمان استكمال مسار المرحلة الانتقالية بشكل سلمي. و كانت تقارير متطابقة ذكرت مساء أمس, أن جنودا أقدموا على اقتياد الرئيس المالي و الوزير الاول "تحت الاكراه" الى معسكر للجيش في منطقة كاتي على بعد 15 كلم من العاصمة باماكو و ذلك عقب الاعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة المؤقتة والتي تضم 25 وزيرا باقتراح من رئيس الوزراء مختار وان. و أمام هذه المستجدات, أكدت الجزائر اليوم الثلاثاء "رفضها الشديد" لأي عمل يهدف إلى تغيير الحكومة في مالي بالقوة, و جددت التزامها بمواصلة دعم السلطات الانتقالية في هذا البلد بقيادة رئيس الدولة السيد باه نداو بهدف تحقيق العودة الى النظام الدستوري بشكل نهائي. اقرأ أيضا: مالي: تأزم الوضع بعد تشكيل حكومة جديدة و جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر تتابع بقلق بالغ التطورات الأخيرة في جمهورية مالي وتؤكد رفضها القاطع لأي عمل من شأنه تكريس تغيير الحكومة بالقوة, في انتهاك للمبدأ الأساسي للاتحاد الإفريقي في هذا الخصوص". كما دعت الجزائر "جميع الأطراف المعنية إلى تفضيل الحوار من أجل الحفاظ على مسار سلمي وهادئ للمرحلة الانتقالية والحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد", و أكدت من جديد "دعمها للسلطات الانتقالية في مالي, بقيادة رئيس الدولة السيد باه نداو, التي ظلت (الجزائر) تقدم دعما متعدد الأوجه لها, بهدف تحقيق العودة للنظام الدستوري بصفة نهائية, على أساس الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب بنود الميثاق الانتقالي المعتمد في 12 سبتمبر 2020, والتي أقرتها الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس)". من جهته عبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم عن "قلقه البالغ" ازاء تطورات الوضع في مالي و دعا الفاعلين في هذا البلد الى التحلي بالمسؤولية لحل "سوء التفاهم" بشأن تشكيل الحكومة الجديدة, مشددا على ضرورة الافراج "الفوري و غير المشروط" عن المسؤولين المحتجزين. وكتب السيد فقي في تغريدة على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي /تويتر/ : "أتابع بقلق عميق تطور الوضع السياسي في مالي لاسيما اعتقال كلا من الرئيس والوزير الأول للمرحلة الانتقالية باه نداو ومختار وان وعدد من مساعديهم, من قبل جنود متمردين", و عبر عن "ادانته الشديدة لهذا العمل بالغ الخطورة, الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال التسامح معه فيما يتعلق بأحكام الاتحاد الإفريقي ذات الصلة". وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي أن "احترام الإجماع السياسي الذي ارسى حتى الآن آسس المرحلة الانتقالية في مالي, هو النهج الوحيد المفضل من قبل الاتحاد الأفريقي", مناشدا في نفس السياق الشركاء الدوليين إلى التضامن الفعال مع التكتل الافريقي ومع مجموعة (ايكواس) لدعم نجاح المرحلة الانتقالية في مالي. و بدوره عبر رئيس الاتحاد الافريقي فليكس تشيسكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية عن "رفضه القاطع" لأي محاولة لزعزعة استقرار مالي, داعيا "كل الفاعلين" في المرحلة الانتقالية في هذا البلد الى "ضبط النفس و احترام الدستور". اقرأ أيضا: مالي: السيد بوقدوم يدعو إلى التعجيل في تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر ودعا رئيس الاتحاد الافريقي في تغريده له على الصفحة الرسمية للرئاسة الكونغولية على موقع /تويتر/ الى "الافراج الفوري و غير المشروط" عن الشخصيات المحتجزة في مالي منذ أمس من قبل العسكريين. وحث الفاعلين على " القيام بكل ما من شأنه أن يحفظ استقرار مالي و يعزز الامن في المنطقة". كما عبر رئيس مفوضية مجموعة (ايكواس) جان كلود كاسي برو, عن "قلقه العميق" ازاء خبر اعتقال الرئيس و الوزير الاول للمرحلة الانتقالية في مالي و حث الأطراف المالية على "اتخاذ الحوار سبيلا لحل الخلاف والتحلي بالمسؤولية بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة". و شدد من جهته على ضرورة "احترام الإجماع السياسي, الذي أرسى لغاية الآن أسس المرحلة الانتقالية في مالي". وانضمت مجموعة المراقبة والدعم للمرحلة الانتقالية في مالي, التي تضم المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) و الاتحاد الافريقي و بعثة الاممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) و الاتحاد الاوروبي الى الدول المنددة بالتطورات الاخيرة في مالي و المتمثلة في "محاولة التغيير بالقوة", التي جاءت بعد نشر المرسوم الخاص بتعيين أعضاء الحكومة من طرف الرئيس الانتقالي باقتراح من الوزير الاول. و شددت المجموعة في بيان لها على ضرورة "الافراج الفوري و غير المشروط" عن المسؤولين المحتجزين في منطقة كاتي, محملة العسكريين الذين نفذوا هذه العملية المسؤولية عن سلامة الشخصيات المحتجزة. وأكدت المجموعة مجددا "دعمها الحازم" للسلطات الانتقالية في مالي, ملحة على ضرورة استئناف المسار الانتقالي الحالي لإنهائه في الآجال المحددة. وأوضح البيان أن المجتمع الدولي "يرفض سلفا أي عمل يتم فرضه تحت الاكراه بما في ذلك الاستقالة القسرية", معلنا أن وفدا من مجموعة (ايكواس) سيصل غدا الى العاصمة المالية. من جهته دعا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس في تغريدة على صفحته الشخصية على /تويتر/ الى الافراج غير المشروط على القادة المدنيين الموقوفين في مالي من قبل عسكريين, و الى التزام الهدوء, مذكرا بأن ممثله الشخصي يعمل مع مجموعة (ايكواس) و الاتحاد الافريقي و الفاعلين الدوليين الداعمين للمرحلة الانتقالية الراهنة. و توقع دبلوماسيون في نيويورك أن يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا خلال الايام المقبلة لبحث مستجدات الوضع في مالي. من جهتها دعت بعثة مينوسما الى اطلاق سراح الرئيس الانتقالي و الوزير الاول في مالي "بشكل فوري و دون شروط" مسبقة و حثت على ضبط النفس و التزام الهدوء. و قالت بعثة مينوسما في تغريدة على موقع /تويتر/ "نتابع باهتمام التطورات و نبقى ملتزمين بدعم المرحلة الانتقالية في مالي". كما أدان المجلس الاوروبي بشدة في بيان له, اعتقال الرئيس و الوزير الاول الانتقاليين في مالي و دعا الى الافراج عنهما فورا, محذرا من أن "الاتحاد الاوروبي على استعداد لاتخاذ اجراءات مدروسة اتجاه القادة السياسيين و العسكريين الذين يعرقلون مسار المرحلة الانتقالية في مالي". و تأزم الوضع في مالي مساء أمس الاثنين, على إثر الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة, حيث تم اقتياد الرئيس والوزير الأول للمرحلة الانتقالية بالإكراه, من قبل جنود الى معسكر للجيش قرب باماكو.