دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني اليوم الاربعاء بالجزائر العاصمة الشباب الى المضي قدما على درب الأسلاف الذين قدموا تضحيات جسام في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار الفرنسي من خلال رص الصفوف والدفاع عن الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار البلاد . وأكد الوزير في كلمة له ألقاها نيابة عنه رئيس الديوان فؤاد بن سليمان عشية الاحتفال للمرة الاولى باليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية الذي أقره رسميا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن "الجزائر حاليا في حاجة ماسة الى كل أبنائها للمساهمة بقوة وجدية في تحقيق التنمية الاقتصادية لبناء جزائر جديدة متطورة ومزدهرة". واعتبر الاحتفال باليوم الوطني للكشاف في ال 27 مايو كل سنة بمثابة "محطة تاريخية لاستذكار ذلك اليوم المشؤوم الذي اعدم فيه الشهيد محمد بوارس غدرا وجبنا من طرف الاستعمار الفرنسي في ال27 مايو 1941 بحجة انه كان يتعاون مع الالمان ضد الفرنسيين وكذا عرفانا للذين كافحوا من اجل تحرير هذا الوطن واسترجاع السيادة الوطنية "مشيرا الى ان هذه الحركة انجبت رجالا عظماء تركوا بصماتهم في تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية أمثال الشهيدين العربي بن مهيدي وديدوش مراد وعمر لاغا". وأعرب بالمناسبة عن عرفانه للجهود الذي بذله شباب ومنخرطو الكشافة للتصدي لوباء كورونا منذ بداية انتشاره من خلال مساعدة المواطنين وتحسيسهم بضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي". من جهته تطرق القائد العام لجمعية قدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية التي نظمت هذا اللقاء بالتنسيق مع المتحف الوطني للمجاهد الى "الدور الريادي الذي قامت به هذه الحركة منذ انشائها من طرف الشهيد الرمز محمد بوارس في 1935 في ترسيخ روح التضحية في سبيل الوطن والاخلاص له والانضباط في العمل والحفاظ على الهوية والثوابت الوطنية من اجل تحريره من الاستعمار". واعتبر السيد سعدون هذه الحركة بمثابة "مدرسة لتلقين الوطنية والايثار بالنفس خدمة للبلاد "مذكرا بأهمية "اعتماد رسميا اليوم الوطني للكشاف من طرف رئيس الجمهورية لاستذكار ما انجزته هذه المدرسة الوطنية وما قدمه ابناؤها من تضحيات في اطار الحركة الوطنية وابان الثورة التحريرية "معتبرا بان الاحتفال بهذا اليوم بمثابة "فرصة لتعزيز مكانة الحركة على المستوى الوطني وفي كل المؤسسات للتمكن من توريث الاجيال مبادئ وثوابت الاسلاف في الجهاد والكفاح في سبيل الوطن". إقرأ أيضا: الكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة "أصيلة" لتعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ سلوك المواطنة وذكر السيد سعدون بكل "نشاطات جمعيته هن خلال انجاز أعمال جوارية لترسيخ الذاكرة الوطنية لدى الاجيال الصاعدة الى جانب القيام بأعمال تطوعية وتحسيسية لمعرفة انشغالات الشباب و تطلعاتهم وطموحاتهم الراهنة في ظل العالم الافتراضي الذي أضحى يؤثر على الجميع". كما تهتم الجمعية "بالشأن العام وتسعى الى زرع مبادئ الديمقراطية والتفتح نحو العالم وكذا تربية النشء على حب الوطن مع تعريفه بالقضية الفلسطينية العادلة ومواصلة مساندة الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني من القمع الاسرائيلي التعسفي المدمر والمعادي لكل المقومات العربية والاسلامية لاسيما في القدسالمحتلة" من جهته اشاد مستشار سفير دولة فلسطين "بالمواقف الجزائرية الثابتة والمساندة للقضية الفلسطينية العادلة" حيث تاكدت --كما قال- في رفض رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون اللجوء الى " الهرولة والتطبيع" وهذا "ما يزيد قوة للشعب الفلسطيني لدحر الاستعمار الصهيوني واسترجاع كل اراضيه المسلوبة وتحقيق النصر وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس كما فعلت بالامس الجزائر مع الاحتلال الفرنسي". في حين دعا مدير المتحف الوطني للمجاهد مراد وزماجي الاجيال الصاعدة الى "استكمال مشوار الاسلاف من خلال الالتزام بمبادئ الحركة الكشفية التي تأسست من اجلها و المساهمة في بناء جزائر جديدة مزدهرة ومتطورة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية والاقتصادية والحفاظ على الذاكرة الوطنية ". بالمناسبة تم تكريم عدد من قدماء الكشافة الاسلامية الجزائرية عرفانا لما قدموه من تضحيات جسام في سبيل تحرير الوطن وكذا مواصلة العمل في تربية النشئ بعد تحقيق الاستقلال الى جانب تكريم مستشار سفير دولة فلسطين.