أبرز مشاركون في ورشة علمية نظمت بحاسي مسعود بولاية ورقلة اليوم الأحد أهمية توسيع مجالات استخدام الطاقات المتجددة بما يساهم في الرفع من القدرات الإقتصادية للبلاد. وأجمع متدخلون في هذا اللقاء العلمي الذي احتضنته قاعدة 24 فيفري بحاسي مسعود حول " الشراكة بين سوناطراك و الجامعات الجزائرية في مجال البحث و التنمية " على ضرورة التوجه نحو توسيع استخدام الطاقات المتجددة بكافة أنواعها تماشيا مع المتطلبات الطاقوية الحاصلة في العالم المعاصر وذلك لما تحمله من امتيازات إقتصادية وبيئية وأيضا تنموية ، من شأنها تعزيز القدرات الإقتصادية للبلاد. وفي هذا الإطار قدم الباحث بن موسي دناي من جامعة بشار عرضا حول دراسة تتعلق بإمكانية استغلال طاقة الرياح بالوسط الريفي بولاية بشار، مقدما نموذج على ذلك منطقة " القطراني" (180 كلم شمال الولاية ). ويرى ذات المتدخل أن التوجه نحو استغلال طاقة الرياح بهذه المنطقة المعزولة يمكن أن يوفر على الدولة الكثير من الأعباء المادية ، لافتا الى أنه لو يتم تجسيد هذه الدراسة على أرض الواقع فإنه يمكن تزويد ساكنة المنطقة بهذه الطاقة و يمكن توسيع استخدامها إلى المحيطات الفلاحية وتحقيق الإكتفاء الذاتي من هذه الطاقة الحيوية. ومن جهته عرض الباحث عمور قاما من وحدة البحث العلمي التطبيقي في الطاقات المتجددة بغرداية دراسة حول إنجاز نظام ذكي لتنظيف اللوحات الشمسية باستخدام رجل آلي ( روبوت) مبرمج عن بعد لتسهيل عملية التنظيف سيما وأن المناطق الصحراوية معرضة للعواصف وهبوب الرياح على مدار السنة. وبدوره أكد السيد عبد الرحمان لكحل من المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال مداخلته ضرورة التوجه نحو نموذج جديد لإستهلاك الطاقة يعتمد على الإنتقال الطاقوي و تحقيق مستقبل طاقوي مستدام و ذلك عن طريق استغلال كافة الموارد الطبيعية التي تزخر بها البلاد من طاقتي الرياح و الشمس وأيضا الوقود الأحفوري. كما حث المتدخل على ضرورة وضع إستراتجية لضمان الأمن الطاقوي ، مما يقتضي - حسبه- إجراء إصلاحات هيكلية عميقة في عدة مجالات بما يسمح ببناء رؤية جديدة لنموذج إنتاج الطاقة بالجزائر و استهلاكها. و صرح السيد لكحل أن الإنتقال الطاقوي في الجزائر يعد "خيارا سياسيا و اقتصاديا" لضمان الأمن الطاقوي و الذي يستوجب "الإنتقال بطريقة تدريجية إلى نموذج جديد للطاقة يعتمد على الطاقات المتجددة". وأجمع متدخلون في هذه الورشة العلمية أن التوجهات الجديدة للدولة نحو الإنتقال الطاقوي سيساهم بشكل كبير في "النهوض بالإقتصاد و تحقيق التوزيع المتكافئ لموارد الطاقة المختلفة". وتتناول هذه الورشة عرض دراسات و بحوث ميدانية ذات صلة بالطاقات المتجددة و أهميتها الإقتصادية و البيئية التي يقدمها عديد الباحثين ومن بينها " البيئة و التنمية المستدامة " و "الإحتياطات الطاقوية في الجزائر "، إلى جانب عرض الحلول الناجعة و سبل إيجاد بدائل جديدة من خلال استغلال الموارد الطبيعية على غرار الشمس و الرياح والموارد المائية.