وصف المسؤول المساعد للقطاع الدولي للحزب الشيوعي الفرنسي المكلف بالمنطقة المغاربية والشرق الأوسط, باسكال تور, المغرب ب"الدولة المارقة" و وزير خارجيته, ناصر بوريطة, ب" رجل المهام الوضيعة", وذلك على خلفية ابتزازه لإسبانيا وأوروبا عموما, بورقة الهجرة غير الشرعية. وقال باسكال تور في مقال رأي عنونه "المغرب: سخرية وتهديدات بلد مارق", نشر على الموقع الرسمي للحزب الشيوعي الفرنسي, إن ما جرى مؤخرا في مدينة سبتة الخاضعة للإدارة الاسبانية , هو سيناريو تم الاعداد له من وقت طويل من قبل سلطات المغرب "التي تعمدت تخفيف الحراسة على الحدود وتمكين أزيد من 10 ألاف مهاجر غير شرعي من بينهم 2000 قاصر من الحالمين بالهجرة الى أوروبا من دخول اراضي سبتة". وانتقد المسؤول استغلال نظام المغرب للوضع الاجتماعي المزري ولحالة شباب المملكة "جراء اليأس والفقر الذي ما فتأ يزداد وعدم المساواة المتنامية, من اجل القيام بضغوطات ديبلوماسية على دول الاتحاد الاوروبي بغرض كسب مواقف من إسبانيا والاتحاد الأوروبي لصالح سياسته التوسعية على حساب الشرعية الدولية". واكد ان هذه الحلقة (أحداث سبتة) , ليست بالجديدة وتسلط الضوء على حقيقة "نظام الملك محمد السادس الذي لا يتهاون في التضحية بشعبه واستخدام الابتزاز مستعملا في ذلك ملف الهجرة وموضوع التعاون في محاربة الارهاب". وارجع الحزب الشيوعي الفرنسي, أسباب الابتزاز الذي يقوم به المغرب تجاه اسبانيا, الى -على الخصوص- الوضع بالصحراء الغربية واستقبال مدريد لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية , ابراهيم غالي , في أحد مستشفياتها من اجل العلاج. وجاء في المقال أيضا أنه ومنذ اعلان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب حول السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المملكة مع الكيان الصهيوني فان "الرباط تظن أن بإمكانها فعل كل ما تريد ". وفي السياق, وصف باسكال تور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ب" رجل المهام القذرة " " فهو - كما يضيف- يضاعف من اساليب التخويف بحق العواصم الاوروبية من اجل دفعها الى انتهاك القانون الدولي في الصحراء الغربية, مشيرا الى تعليق الرباط لعلاقاتها مع سفارة ألمانيابالرباط بسب رفض الاخيرة لاعلان ترامب و مطالبتها باحترام القانون. إقرأ أيضا : أمينتو حيدار: ننتظر من إسبانيا قيادة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وأعاد التذكير بان توصيات الاممالمتحدة تدين الاحتلال المغربي واستغلال ثروات الصحراء الغربية وتدعم تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. الى ذلك أرجع المسؤول في الحزب الشيوعي الفرنسي ,عدوانية المغرب الى "حجم تدهور حالة حقوق الانسان بالمملكة " والذي طال عدد كبير من الصحفيين الذين تعرضوا للحبس جراء مقالاتهم عن "فساد مسؤولين او عن وضع الريف المغربي , كحالة سليمان الريسوني وعمر راضي وتوفيق بوعشرين وشقيق عمراني وعماد ستيتو . وأمام هذا التصعيد الخطير, تساءل باسكال تور إلى متى " ستواصل الحكومة الفرنسية غض الطرف عن الاعتداءات المتكررة على الحريات من قبل المملكة وأعمالها العدوانية وسياستها التوسعية التي تعد اسباب لزعزعة الاستقرار الإقليمي". كما أعرب عن تضامن كل الشيوعيين الفرنسيين مع القوى الديمقراطية في المغرب. و حيا كذلك باسم كل الشيوعيين الفرنسيين شجاعة الشعب الصحراوي, الذي يناضل بقيادة رئيسه, إبراهيم غالي, من أجل حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير. واقحم المغرب نفسه في متاهات, جراء تصرفاته المتهورة تجاه جيرانه من بينهم اسبانيا, متجاهلا تداعيات ذلك على مستقبله وعلى وضعه الداخلي الذي يعيش أصلا غليانا اجتماعيا ولده الفقر والظروف المعيشية الصعبة . ومنتصف شهر مايو الماضي, دخل نحو عشرة آلاف شخص إلى جيب سبتة الخاضع للإدارة الاسبانية, مستغلين تخفيف مراقبة الحدود على الجانب المغربي على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا. واتهمت مدريد المغرب باستخدام "حيل" لتشجيع صغار السن على عبور الحدود بهدف الضغط عليها بخصوص ملف الصحراء الغربية. ووصفت وزيرة الدفاع الإسبانية تصرف المغرب ب "الابتزاز", قائلة "إنه اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي, وهذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي".