لا تزال جائحة كورونا تواصل الانتشار وحصد المزيد من الضحايا عبر العالم، في وقت دعت الأممالمتحدة مجموعة الاقتصادات الكبرى العشرين (مجموعة ال20)، لمعالجة فجوة الولوج إلى اللقاحات المضادة للفيروس وتخفيف عبء الديون عن الاقتصادات النامية. وأعلنت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية يوم الاثنين ارتفاع إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم ارتفع إلى 186 مليونا و762 ألفا و453 حالة فيما تجاوز إجمالي الوفيات إلى 4 ملايين و30 ألفا و918 حالة. وتتصدر الولاياتالمتحدةالأمريكية قائمة الدول الأكثر تضررا جراء تفشي الوباء حيث ارتفع إجمالي الإصابات إلى 33 مليونا و853 ألفا و948 حالة بينما بلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الفيروس 607 الاف و156 حالة. أما الهند فهي تحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الإصابات والتي بلغت 30 مليونا و837 ألفا و222 حالة فيما بلغ إجمالي الوفيات 408 آلاف و40 حالة. اقرأ أيضا: إصابات كورونا بالعالم تبلغ أكثر من 186 مليون حالة من جهته, أعلن المركز الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها, في بيان, الأحد عن تسجيل 5.919 ملايين إصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) بدول القارة الأفريقية وأن إجمالي حالات الوفيات بفيروس كورونا بدول القارة بلغ 151,230. وفي السياق, ذكرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) عن توقيع اتفاقية مع "جانسن فارماسيوتيكا إن في" لتوفير 220 مليون جرعة من لقاح "جونسون أند جونسون" ذي الجرعة الواحدة لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي البالغ عددها 55 دولة بحلول نهاية عام 2022. وذكرت اليونيسف إنه سيتم تسليم حوالي 35 مليون جرعة بحلول أواخر 2021. وتضمنت الاتفاقية خيار طلب 180 مليون جرعة أخرى ليصل الحد الأقصى للوصول إلى إجمالي 400 مليون جرعة بحلول نهاية عام 2022. وأنشأ الاتحاد الأفريقي الصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات في نوفمبر 2020 لتوفير لقاحات كوفيد-19 للقارة الأفريقية بهدف تطعيم 60 في المائة من سكانها. وستقوم اليونيسف بشراء وتوفير لقاحات الفيروس بالنيابة عن مبادرة الصندوق الأفريقي لاقتناء اللقاحات. ومن بين الشركاء الآخرين المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والبنك الدولي. == غوتيريس يدعو لمعالجة فجوة الولوج إلى اللقاحات == وفي أعقاب الأزمة الصحية والاقتصادية التي تسببت فيها الجائحة , دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من (مجموعة ال20) لمعالجة فجوة الولوج إلى اللقاحات المضادة للفيروس وتخفيف عبء الديون عن الاقتصادات النامية وتمويل العمل المناخي. وجدد غوتيريس -الذي شارك افتراضيا في الاجتماع الثالث لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين الذي عقد في مدينة البندقية بإيطاليا- دعوته إلى وضع خطة تلقيح عالمية لمضاعفة إنتاج اللقاحات على الأقل وضمان توزيعها العادل باستخدام منصة "كوفاكس". وكان وزراء المال في مجموعة ال 20 حذروا في ختام اجتماعهم من "الأخطار" التي يطرحها "تفشي متحورات جديدة من كوفيد-19 ووتيرة متفاوتة لعمليات التلقيح" على انتعاش الاقتصاد العالمي حيث قالت المجموعة إذا كان الوضع الاقتصادي العالمي "قد تحسن خصوصا بفضل تزايد عمليات التلقيح" في الأشهر الأخيرة ,فأن الازمة لم تنته بعد. وتابعت تستمر متحورة دلتا الشديدة العدوى بالتأثير على انتعاش النشاط الاقتصادي في العالم بأثره. وهي تسببت ببؤر وبائية في آسيا وإفريقيا وبارتفاع في الإصابات في أوروبا والولاياتالمتحدة. وبهذا الشأن, ذكرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين , إن واشنطن "قلقة جدا" من تهديد متحورات فيروس كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمي. وقالت يلين خلال مؤتمر صحافي في البندقية , "تشكل المتحورات تهديدا للعالم بأسره" داعية "إلى العمل معا لتسريع عملية التلقيح وتحديد هدف تطعيم 70 في المائة من سكان العالم العام المقبل". لكن المحلل السياسي الاوغندي , آلاوي سيماندا, ذكر إن تناقض واشنطن المستمر في المعركة العالمية ضد الفيروس , يقوض جهود القضاء على المرض الذي يسبب الفوضى في العديد من البلدان. وقال سيماندا, الباحث في مركز مراقبة التنمية( مركز أبحاث للسياسة الخارجية مقره كمبالا) في مقال نُشر على موقع "نيو فيجن" التابع للدولة , إن الولاياتالمتحدة تقوم بتسييس الاستجابة العالمية للوباء, الأمر الذي يمثل سابقة خطيرة. وكتب المحلل السياسي أن تعليمات الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وكالة المخابرات المركزية للتحقيق في أصل الفيروس , هي انحراف واضح عن إيمانه السابق بمنظمة الصحة العالمية, والذي كان سلفه دونالد ترامب قد اختار الخروج منها. وأشار إلى أن التحقيق الذي تقوده وكالة المخابرات المركزية يقوض تحقيقا ميدانيا بقيادة خبراء المنظمة الصحية مشيرا إلى أنه "من غير المحتمل تماما" أن يكون فيروس كورونا الجديد قد بدأ في مختبر. وتساءل قائلا "كيف يمكننا أن نثق في تقرير وكالة المخابرات المركزية التي تتلقى أوامر من واشنطن فقط؟ من مصلحة من سيكون تقريرها؟ هل يواصل الرئيس بايدن سياسة عهد ترامب في أمريكا أولاً والتي غالبا ما أدانها لعزلها الولاياتالمتحدة عن المجتمع الدولي؟". وأوضح الخبير السياسي أنه "بدلا من التركيز على إنتاج المزيد من اللقاحات ودعم الجهود لاحتواء انتشار الفيروس ليس فقط في الولاياتالمتحدة, بل في العالم النامي أيضا, تختار إدارة بايدن حاليا التركيز على كشف مصدر الفيروس". كما دعا واشنطن الى الانضمام إلى العالم في مكافحة الوباء من خلال دعم البلدان الأخرى وإتاحة اللقاحات بشكل سلس ودعم البحث والعلوم.